أغنية "البنت الشلبيَّة" من الروائع الملا عثمان العالمية
2020-12-11
د. باسل يونس ذنون الخياط
أغنية "البنت الشلبيَّة" من الروائع الملا عثمان العالمية
د. باسل يونس ذنون الخياط
تُعد أغنية "البنت الشلبيَّة" من الروائع العالمية للموسيقار العراقي الكبير الملا عثمان الموصلي (1854ـ1923م)، وهي الأغنية التوأم لأغنية "يا عذولي لا تلمني فالهوى قتّال" من حيث أنها حملت صفة العالمية.
تُصنَّف هذه الأغنية من ضمن أهم مئة أغنية معروفة في العالم العربي، وقد فازت بجائزة أجمل أغنية في إحدى دورات مهرجان البحر المتوسط.
لقد سافر الملا عثمان إلى بيروت سنة 1906 بناءا على طلب السلطان في إسطنبول، وأقام فيها ثلاثة أشهر، وبقي في بلاد الشام لغاية سنة 1913. فمكث في الشام وحلب قرابة اثنى عشر عاما، وترك هناك بصمات كبيرة وآثار فنية نفيسة لا تزال تتغنى بها الأجيال، مثل أغنية "قدك المياس يا عمري" و "البنت الشلبيَّة".
لقد انتقل لحن أغنية "البنت الشلبيَّة" إلى تركيا، وأشهر من غناه المغنية التركية Deniz Seki تحت عنوان (Böyle Gelmiş Böyle Gider) أي (هذه هي الطريقة التي يمر بها بولي)، ولحن هذه الأغنية التركية هو نفس لحن "البنت الشلبيَّة":
وانتشر اللحن عالميا في العديد من البلدان وتغنوا به في مختلف اللغات:
وبعد قرابة ثلاثة عقود من وفاة الملا عثمان، ظهر هذا اللحن في الهند. ويذكر (سلامة عبد الحميد) في مدونته بتاريخ 15 ديسمبر 2010 أن اغنية "البنت الشلبيَّة" التي غنتها فيروز مقتبسة أصلا من لحن هندي مطابق عام 1959. ويؤكد ذلك أيضا الكاتب العراقي المعروف (زيد خلدون جميل) وأن أغنية "البنت الشلبيَّة" قد اُقتبست من قبل أحد المغنيين الهنود عام 1959 ثم غنتها فيروز. ويضيف (زيد خلدون جميل): (ومما هو جدير بالذكر أن أشهر أغاني فيروز، "زوروني كل سنة مرة" و "البنت الشلبيَّة" كانتا في الحقيقة من تلحين الموسيقار العراقي العظيم عثمان الموصلي). ويضيف (زيد خلدون جميل) قائلا: (ولم تكشف فيروز أبدا عن مصدر هاتين الأغنيتين وكأنهما من تلحين الأخوين رحباني. والغريب في الأمر أنه عندما غنت فيروز هاتين الأغنيتين، وكان نجاحها في العراق هائلا، لم يذكر أحد الملحن الحقيقي لهما)!.
لقد أثير جدل واسع حول أصل لحن "البنت الشلبيَّة"، وقد نطق عَاصِي الرَّحبانِيّ (1923-1986) واعترف صراحة أن أصل اللحن حلبي، وأنه قد قام بإجراء إضافة طفيفة عليه. وبسبب كون اللحن على مقام نهاوند فيصبح من السهل تطوير وإعادة استعمال اللحن في أغان مختلفة بطابع مختلف قليلا، وهو ما أدّى إلى انتشار نسخ من الأغنية في العديد من البلدان. وقد أفرد برنامج #صباح_العربية حلقة خاصة حول الشكوك حول أصل أغنية "البنت الشلبيَّة":
ولأغنية "البنت الشلبيَّة" حضور متجدد في المحافل الفنية، ففي الأمسية الغنائية التي أحياها بطل مسلسل (حريم السلطان) (خالد أرغنش) والمعروف بدور (السلطان سليمان) على مسرح البحرين الوطني في إطار الأمسية التي نظمتها هيئة الثقافة والآثار ضمن مهرجان ربيع الثقافة بنسخته الـ11 سنة 2016، أبهر أرغنش الجمهور ليقدم لهم في نهاية الحفل الذي استمر لساعتين أغنية "البنت الشلبيَّة" باللغة العربية، ليختم بها حفله، بعد أن غنى هذه الأغنية باللغة التركية في بداية الحفل.
أغنية "البنت الشلبيَّة":
تعد هذه الأغنية من التراث السوري واللبناني والفلسطيني، وقد اشتهرت بعد أن غناها صباح فخري وفيروز، وفي مصر ينسبها البعض إلى سيد درويش.
هذه الأغنية من مقام النهاوند، حيث يستطيع العازف أن يتعامل معه بمرونة دون الخروج من أصل اللحن، كما نلاحظ في هذا النموذج الرائع والذي تقدمه الفنانة الفلسطينية الدكتورة (Dalal Abu Amneh - دلال أبو آمنة ) برفقة الفرقة الموسيقية بقيادة د. تيسير حداد.
لقد غنى أغنية "البنت الشلبيَّة" العديد من الفنانين مثل فيروز وصباح فخري ورامي ماردني ومي نصر وآخرون. وعزف لحنها الشجي مارسيل خليفة والموسيقار العالمي رون جودوين Ron Goodwin وفرقته والفرقة العالمية Taksim bouzouki وفرق أجنبية عالمية أخرى.
وغناها الفنان العراقي إلهام المدفعي:
وغنتها الفنانة اللبنانية ريمة نقّاش:
كما غنت الفنانة الإيرانية الشهيرة، كوكوش (Gougoush)، هذه الأغنية عام 1978 في بغداد: