أغنية (ربيتك صغيرون حسن) من الأغاني الفلكلورية الجميلة والتي شاعت في مطلع القرن العشرين في العراق وبلاد الشام، وأصل هذه الأغنية موشح ديني للملا عثمان الموصلي عنوانه " يا صفوة الرحمن سكن فيكم غرامي"، وقد أثبتها الدكتور عادل البكري في كتابه. كما وثَّقها الحافظ علي حسن العامري بصوته من جملة ما وثق من تراث الملا عثمان:
وقد ذكر المرحوم الدكتور عادل البكري أن موشح (يا صفوة الرحمن سكن فيكم غرامي) تحول إلى أغنية (ربيتك صغيرون حسن)، وهي من نغم البيات.
لقد غنى أغنية (ربيتك صغيرون حسن) العديد من المطربين أمثال صدّيقة الملايا:
ومحمد القبانجي:
وناظم الغزالي:
ويوسف عمر:
و حمزة السعداوي:
وفرقة الإنشاد العراقية:
وطلال نعيم:
كما غنائها الحلبي أحمد أزرق بوصفها طرب حلبي:
ولأغنية (ربيتك صغيرون حسن) معاني كثيرة، وتنبض كلماتها بمعاني عميقة تحمل في طياتها نفحات العتاب بسبب عدم الوفاء، كما تتضمن المحبة والحزن والفراق في ذات الوقت.
قصة أغنية "ربيتك صغيرون حسن":
يقال أنه كان في بغداد مطرب عقيم لم يُرزق بولد، فقرر أن يتبنى طفل ليربيه ويتخذه ولدا بالتبني. وبعد أن بحث كثيرا وجد طفل صغير جميل واسع العيون اسمه (حسن) عند عائلة فقيرة معدمة لا تكاد تجد قوت يومها، فأقنعهم أن يأخذ الطفل ويتبناه ويربيه أحسن تربية، فأعطوه الطفل (حسن).
وفعلا قام هذا الرجل بالإيفاء بوعده وربى الطفل أحسن تربية وأدخله المدرسة. وبعدما شب (حسن) وكبر وأصبح شابا يافعا له مكانته في المجتمع، أخبره بعض أصدقاءه أن الذي يربيه ليس هو والده الحقيقي، بل والده بالتبني. تأثر الشاب حسن بما سمع، ثم سأل (والده بالتبني) فكشف له الحقيقة، ثم أبلغه أن شعوره تجاهه هو كشعور أي والد تجاه ولده الذي من صلبه. أما حسن فقد أخذ الحنين يراوده للتعرُّف على أهله الحقيقيين.
ذهب حسن الى (والده بالتبني) وشكره على تبنيه إياه وحُسن رعايته وتربيته له، ثم طلب منه السماح له بأن يتركه ليفتش عن أهله الحقيقيين. حزن (الوالد بالتبني) حزننا شديدا وأعتزل مهنة الغناء وانزوى في بيته يعيش بذكرياته مع حسن الذي رباه منذ نعومة أضفاره.
وصل الخبر الى الوالي، وألح أصدقاء الوالي أن يتدخل للمصالحة بين حسن و (والده بالتبني). فأقام الوالي حفلة وأحضر فرقة موسيقية ودعا كل من حسن و (والده بالتبني) لحضورها فضلا عن أصدقاء الوالي.
وصل (والد حسن بالتبني) وبدأ الحفل وأخذت الفرقة الموسيقية تعزف الحانها الشجية، ثم وصل حسن ودخل وتواجه وجها لوجه مع (والده بالتبني) الذي ما أن رآه حتى أخذت الدموع تنهمر من عينيه وأخذ يغني: