لانس كونوي


لانس كونوي...قد يبدو لأول وهلة اسماً  لموسيقي أجنبي وخاصة عند سماع معزوفاته وتأليفاته الموسيقية والتي تقع ضمن قوالب الموسيقى الغربية الكلاسيكية ...وبسبب التعتيم الأعلامي على تجربته الفنية الأبداعية الزاخرة بالموهبة والتعلم وتنوع الأهتمامات...فهو مبدع عراقي متميز ولد ودرس في بغداد وعضو في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية التي عزفت بعضا من مؤلفاته الموسيقية..وأنتقل الى أربيل ليكمل مشواره الفني والحياتي.

وفي سيرته الذاتية المختصرة التي يتشرف موقع الوتر السابع بنشرها , مسيرة من الأبداع والتعلم والتعليم لشاب طموح مثابر تصلح أن تكون نموذجا أنسانيا وأبداعيا يحتذى به .
ولد الفنان الموسيقي لانس جوزيف كونوي في بغداد في 24/12/ 1974 ، درس في مدرسة الموسيقى والباليه في بغداد وحصل على دبلوم موسيقى أورپية سنة 1992 ، ثم التحق الى كلية الفنون الجميلة في قسم ( أذاعة وتلفزيون ) حاصلاً على شهادة البكالوريوس ، ثم اكمل دراسته العليا ليحصل على ماجستير فنون التلفزيون من كلية الفنون الجميلة - جامعة بغداد في العام  2000
تخصص الفنان في الموسيقى ويعمل في مجال التأليف الموسيقي
وله العديد من الانجازات في التأليف لآعمال الاوركسترا والتي عزفتها السمفونية الوطنية العراقية وهنالك العديد من الانجازات الاخرى التي في طريقها للظهور..فمن اعماله المنشورة

1-افتتاحية شموخ  التي الفها في العام 1999


>


2-   القصيدة السمفونية "نبض بغداد" 
والتي قدمتها الفرقة السمفونية الوطنية العراقية يومي 3 و4 نيسان 2000 في قاعة مسرح الرشيد 
وقدمتها أوركسترا العراق للشباب في اربيل قاعة الشهيد سعد عبد الله في آب  2010 بقيادة المايستروا الاسكتلندي بول مكالندن (Paul Macalindin


 
 فيديو فيه موجز لمقاطع من العمل أثناء التمارين قامت على تصويره محطة البي بي سي



وهذا الفيديو حوار أذاعي مع العازفين لعمل (نبض بغداد) مع حديث للمؤلف لانس كونوي بثته أذاعة البي بي سي  




3- مارش "سلام الرافدين"



لم تكن الدراسة والتعلم للفنان لانس كونوي هي الحافز التي جعلت منه مؤلفاً موسيقياً بارعاً وعلى مستوى عالمي ، وانما ظهرت موهبته في حبه للموسيقى والغناء وهو طفل صغير ، كان يحب الاستماع الى الموسيقى الصادرة من آلة البيانو ، وحلم في ان يكون عازفاً على هذه الالة صاحبة الصوت الجميل ، في عمر السادسة رغبت عائلته ان تنمى قدراته الفنية من خلال الدراسه في مدرسة الموسيقى والبالية في بغداد فتقدم إلى الإختبار في هذه المدرسة ولكن ولسوء الحظ لم تساعده أصابع اليد المناسبة لآلة البيانو كي يقبل طالباً في دراستها حيث هنالك مواصفات بالنسبة لاصابع اليد للقبول في قسم البيانو ، وكذلك بسبب عدم توفر القدرة الشرائية في وقتها لإقتناء هذه الآلة . وكان اختياره الثاني آلة الكمان ، الا ان توجيه ادارة المدرسه إنصب نحو الآلات الهوائية فكان الإنخراط في دراسة آلة البلوك فلوت لدى الأستاذ الكبير غازي مصطفى بهجت .


 وجد الفنان لانس كونوي نفسه أمام آلة يجب ان تتوفر لها إمكانية إلاعتماد على النفس الطويل والصدر القوي ، ولرغبته في صقل موهبته في العزف على هذه الآلة قرر وبعد إنتهاءه من سنتة الدراسيه الأولى للآلة وبدون تكليف من احد ان يتعرف على جميع سلالم الماجور وعزفها ومعرفة عدد وانواع علامات التحويل من الدييز والبيمول في كل سلم بالإستفادة من خريطة مسكة كل نوطة تكون عادة مرفقة مع الآلة عند شرائها. لقد ساعد هذا العمل على إلمامه وهو في بداياته الاولى في دراسه  السلالم الموسيقية وحتى قبل مباشرته للعام الدراسي الثاني ، مما جعله متفوقاً على زملائه في درس النظريات الموسيقية لدى مدرسة الماده السيده سوسن الرواي.


بدأ لانس وهو طفل صغير لم يتعدى ال7 سنوات بعزف القطع الموسيقية التي كانت تبث من على شاشة تلفزيون بغداد قبل الآفتتاح اليومي للمحطة وجعلها تمارين يومية يواضب عليها قبل البث  ، وفيها يلاحق الجمل الموسيقية الإنفرادية الرئيسية في القطع. 


وفي السنة اللاحقة اصبح لانس يتابع الأصوات الثانوية يلاحقها ويعزفها ، وبالرغم من عدم رضا والده على ذلك لكنه كان يدرك اهمية متابعة المسارات الصوتية وتحليل النسيج الصوتي لتلك القطع التي يسمعها فيعيد الإستماع إليها في ذهنه ومخيلته وهكذا استطاع لانس ان يدك النسيج الموسيقي للمؤلفات الموسيقية وحبكة صياغتها وخارطة قوالبها الموسيقية . 


أما عن آلة الفاگوت فقد شكلت إنعطافة ترشيحه لهذه الآلة من قبل الخبراء الأجانب في مدرسة الموسيقى والباليه مرحلة جديدة من مراحل إثبات الذات حيث أتقن لانس تعلم الآلة عزفاً وأداءً مع الإستمرار بهواية عزف الألحان الموسيقية والغنائية التي يستمع إليها سواء عبر التلفزيون أو اشرطة الكاسيت ، مع التشجيع المتواصل من قبل ادراة المدرسة متمثلة برئيس قسم الموسيقى الأوربية السيده  سوسن الكرخي أو من قبل الأستاذ الكبير منير بشير مدير عام دائرة الفنون الموسيقية التي تنتمي إليها مدرسة الموسيقى والباليه مما اعطاءه الزخم المستمر في التواصل مع الة الفاكوت.

 


لقد كان لرباعي الهوائيات الذي ضم زملاء له في إختصاصات الآلات الهوائية فرصة كبيرة لدراسته وتعرفه على كيفية الكتابة (بادئ الأمر)  لأربعة أصوات بالإستفادة من عزف نفائس الموسيقى العالمية لمؤلفين كبار في عدة مشاركات وكونسيرات بإسم المدرسة . وجاءت أولى تجاربه في التأليف والتوزيع لهذا الرباعي بتعاون الزملاء وتشجيع خاص من الأستاذ فيتالي مدرب الفرقة ، ولكن حسب قوانين وضوابط الدراسة لا يحق لأي طالب أن تعزف مؤلفاته وتوزيعاته ضمن نشاطات المدرسة ورغم معرفته بذلك استطاع الانجاز لعمل عجز الاخرين من انجاز مثيلاً له.


لقد ساهمت ادارة مدرسة الموسيقى والباليه في صقل موهبة لانس بعد ان توسمت فيه الموهبة والجدية في العمل ، فعندما انتقل من دراسته الابتدائية الى الدراسة الثانوية ( المتوسطة) وفي المرحلة الاولى ، ومع مشاركته في اوركسترا المدرسة في العزف على آلة الفاكوت ، قامت إدارة المدرسة بتخصيص درسي (التاليف الموسيقي  والهارموني) بشكل خاص خارج الدراسه المنهجية  والتي إستفاد منها الفائده الكبرى  من توجيهات اساتذتة الذين آمنوا بقدراته الفنية المتطلعه ، فدرسوه مبادئ التأليف الموسيقي وعلم الهارموني قبل ان يأخذ زملائة هذين الدرسين في المرحلة الثانية في الدراسه المتوسطة ، فكانت فرصة كبيرة للانس ان يعيد دراسة  التأليف الموسيقي وعلم الهارموني على يد الأستاذة الكبيرة السيده أگنس بشير مع زملائه ضمن المنهج الدراسي المقرر في المرحلة الثانية من الدراسه المتوسطه.
قبل تخرج لانس من مدرسة الموسيقى والباليه بعامين اي انه بعمر 16 عاماً ، تم دعوته للإنتماء إلى الفرقة السمفونية الوطنية العراقية من قبل مدير الفرقة (محمد رؤوف)  وبتزكية من أستاذه عازف الفاگوت (كيريل صوكولوف) والمعاون الفني في المدرسة الأستاذ (فكري بشير) وبتشجيع من كبار أساتذة الموسيقى ومنهم الأستاذ (فؤاد الماشطة) ، فعمل تحت قيادة المايسترو (رامز أصلانوف) الذي كان في وقتها استاذاً  لمادة الأوركسترا في مدرسة الموسيقى والباليه.


وبعد إنتهاء عقود الأساتذة الأجانب في العام 1991 ، ومع تولي الأستاذ ليث عبد الغني إسماعيل الإشراف على دراسته لمادة الآلة الرئيسية لاحظ الإمكانيات النظريه الفذه التي يمتلكها لانس والتي نمت عبر سنين طويلة من العزف المنهجي واللامنهجي ساعدته في إتقان العزف والنظريات الموسيقية والتأليف ، اضافة إلى إرشادات وملاحظات الأستاذ المشرف التي كان محط اهتمام كبير لدى لانس ، تبين ان لديه قابلية على التعليم والتدريس ، فوجد لانس نفسه طالباً ومعلماً في مدرسته للتلاميذ الجدد الدارسين لآلة الفاگوت وهو في السنة المنتهي في الدراسة الثانوية.


كانت مسيرة لانس الدراسية في مدرسة الموسيقى والبالية غنية زاخرة بالعلم الذي اغترفه على مسيرة 12 عاماً من الدراسه في هذه المدرسة ، اكتسب فيها الكثير من المفاهيم والاساليب التي اختلفت من مدرس الى اخر والتي شكلت الحصيلة العلمية الثقافية التي اختزنها لانس كعلم وافكار موسيقية فريدة لم تتوفر لدى غيره من الزملاء ، كانت خاتمة دراستة مع معلمه الأول الأستاذ غازي الذي منحنه الثقة الكبيرة وقاده إلى النجاح والتخرج بدرجه إمتياز من المدرسة.


تخرج لانس من مرحلة الدراسة الثانوية وكان يتطلع للدراسه في موسكو من خلال البعثات الدراسية الى الخارج والتي كانت معتمده انذاك ، ولكن الحكومة العراقية كانت قد اوقفت تلك البعثات للمتفوقين فحرم لانس من هذا الامتياز مما كان له بالغ التأثير السلبي على نفسيته الطموحه التواقة للتفوق والنجاح ، قدم شهادته الثانوية إلى كلية الفنون الجميلة قسم الفنون السمعية والمرئية فرع الإذاعة والتلفزيون رغبةً منه في الاستزاده من العلوم الفنية وكسب معرفة جديده تضاف الى معارفة الموسيقية المتقدمة لاسيما وأنه سبق وان درس الدراما والإخراج والإعلام وتقنيات الإستديو الإذاعي والتلفزيوني والمونتاج وكانت هذه  فرصة للإنطلاق نحو أفق جديد في الفنون الجميلة لم تتعارض مع إستمراريته في الفرقة السمفونية الوطنية العراقية كعازفاً ولا كمؤلف موسيقي مقتدر.


شهدت سنوات الدراسة الجامعية بالنسبة الى لانس حياة الكفاح بمعنى الكلمة ، حيث يبدأ يومه طالباً جامعياً ثم مدرّساً في مدرسة الموسيقى والباليه ثم مخرجاً في التلفزيون وعازفاً في الأوركسترا في نفس الوقت. 


تكللت جهود لانس العملية في الكلية بإكمال دراسة الماجستير ، والانتقال الى محطات مهمة في حياته حيث قدم مؤلفاً للفرقة السمفونية الوطنية العراقية عزفته الفرقة  يومي 3 و4 نيسان 2000  لمؤلفه القصيدة السمفونية نبض بغداد ، بالإضافة  الى عمله محاضراً في قسم الموسيقى بكلية الفنون ، تلاها تكليفة لرئاسة قسم الموسيقى العربية في مدرسة الموسيقى والباليه ، والتي جعلت الاستاذ لانس كونوي يفكر بشكل كبير في تعلم احدى الات الموسيقى العربية أضافة الى آلته ( الفاكوت) وخاصةً آلة العود التي شغف به ، ترأس كذلك قسم الموسيقى الأوربية وتولي تدريب الأصوات لفرقة الرافدين المركزية ثم العمل الفني مع كورال سايات نوفا الأرمني مدرباً وقائداً وموزعاً موسيقياً.


بعد العام 2003 سنة الحرب وبعد تردي الاوضاع الامنية في بغداد ، أضطر الاستاذ لانس كونوي ومجموعة كبيرة من الفنانين في الانتقال إلى أربيل ، فعمل مع فضائية عشتار مخرجاً تلفزيونياً وفي الوقت نفسه محاضراً في معهد الفنون الجميلة وتدريسياً في كلية الفنون الجميلة في اربيل ، وبالإضافة إلى تدريبه وقيادة الجوقات الكنسية في أربيل كما في بغداد قبل ذلك . وأتيحت له تجربة العمل في الإستديو الغنائي لشركة ( أم ) ستديو ، أضافةً الى إلقاء محاضرات موسيقية لطلبة معهد شمعون الصفا الكهنوتي في عنكاوة.

 

تهيئة الطابعة   العودة الى الصفحة السابقة