امال احمد

آمال احمد مينا - عشتار والعود والأمل

 كتابة : فاطمة الظاهر
نعم ، ليس هنالك أدنى شك في انها عشتار ، اقرأ قصتها مع العود والأمل الذي تنتظرة

تولدت الفنانة امال احمد في بغداد من العام 1972  ، حيث يعتبر عقد السبعينات من القرن المنصرم واحدا من المثابات البارزة في مسيرة الغناء والموسيقى في العراق، وبعد أن أكملت دراستها الاساسية  ، دخلت لتكملة مشوار حياتها في معهد الدراسات الموسيقية لتحقق حلمها في التمكن من العزف على آلة العود

صورة امال احمد في اول دخولها الى معهد الدراسات الموسيقية

حظيت مع اول خطوة تخطوها داخل المعهد في ان يكون الاستاذ علي الامام مدرساً للعود لها وهو من سيشرف على دراستها لهذه الاله .. فقد حظيت برعاية وأهتمام عمالقة العزف والتدريس في المعهد  ، تقول امال : ان الفضل الرئيسي والدور الكبير في صقل موهبتي تعود الى الاستاذ علي الامام الذي درست على يده لمدة خمس سنوات متواصلة ، وفي السنة السادسة اي الاخيرة في المعهد درست اساليب التكنيك على يد الاستاذ سالم عبد الكريم .


تضيف : حين استقبلني استاذي الفنان علي الامام في اول درس للعزف على العود ، شجعني واخبرني في امكانية الاستمرار والتفوق في هذا المجال ، خصص لي 3 محاضرات في الاسبوع.. يعطيني في كل محاضرة  احد التمارين العزفية  ، كنت ارجع البيت وابدأ بالعزف المستمر حتى اتقنه بنفس اليوم .. اعود في اليوم التالي لاخذ تمريناً جديداً وهكذا ، حتى اصبحت محاضراتي  معه بواقع 6 محاضرات بالاسبوع اي كل يوم.
لقد اولاها الاستاذ علي الامام وفي بداية تعلمها العزف على العود ، الاهتمام والرعايه الكبيرة ، وتوسم فيها الاجتهاد والاصرار على التعلم مما شجعه على اعطاءها المزيد من التمارين لصقل موهبتها، كالقطع الموسيقية الاصعب مثل السماعيات والبشارف واللونكات، واستطاعت ان تعزف سماعيات طاتيوس وجميل بيك الطنبوري ورفيق طلعت بيك وسماعي عجم لروحي الخماش وسماعي نهاوند لمنير بشير وغيرها العديد من اللونكات والبشارف.
تقول امال : " في اول لقاء لي مع أستاذي علي الامام ومن خلال ملاحظته لي لمسكة العود والريشة ورشاقة اصابعي على الاوتار قال لي : أبنتي امال اجتهدي وتمرني جيداً فأنك سوف تصلين الى مستويات عالية بالعزف ان شاء الله"
سألنا الاستاذ علي الامام عن رأيه بتلميذته امال احمد  فكتب لنا الآتي:
" تتميز طالبتي امال والتي افتخر بها لكونها تمتاز بالاتقان العالي في الاداء والحس الرفيع لاداء اصعب المؤلفات وتمتلك روحيه عاليه نحو الابداع في مجال التكنيك والروحيه الشرقيه للحفاظ على جوهر خاصية الة العود ولها طموح كبير للوصول الى اعلى مكانه..اتمنى لها كل الخير ولكي يستفيد جيل طلبة الة العود من خبرتها وما وصلت اليه ومن الله التوفيق. علي الامام".
اكملت أمال احمد السنة السادسة في معهد الدراسات الموسيقية على يد استاذها الفنان سالم عبد الكريم ، حيث تعلمت منه أسلوب التكنيك positions


  في العام 1994 ، شاركت امال في مهرجان القاهرة للاغنية العربيه وعندما كانت لا تزال طالبة في المرحلة الرابعه في معهد الدراسات الموسيقية ،  أذ شكلت مشاركتها في هذا المهرجان اضافة جديده في حياتها الفنية حيث عزفت وغنت في دار الاوبرا من مقام الحكيمي والرست واللامي  منها :-
اغنية " ريحة الورد ولون العنبر" وأغنية " خايف عليها تلفان بيها" واغنية " سلمت الكلب بيدك"


 بعد  دراستها في  معهد الدراسات الموسيقية وبعد ستة سنوات من الدراسة لعلوم الموسيقى وفنونها على يد أمهرالاساتذة وهما ( الاستاذ علي الامام والاستاذ سالم عبد الكريم ) حصلت على شهادة الدبلوم في الموسيقى , وقد تخصصت بالعزف على آلة العود ، انتقلت بهذه الشهادة لتكمل علومها الموسيقية في كلية الفنون الجميلة (اذ حصلت على شهادة البكالوريوس في العلوم الموسيقية) ،  درست طيلة اربع سنوات العزف على آلة العود على يد الاستاذ والمؤلف الموسيقي  الحاج معتز البياتي وطيلة فترة دراستها في الكلية كانت ضمن فرقة كلية الفنون الجميلة بقيادة الدكتور خالد ابراهيم رئيس قسم الموسيقى في الكلية ، كانت عنصراً فعالاً ونشطاً في جميع الاحتفاليات التي قدمتها الكلية في المناسبات الرسمية وعلى رأسها احتفالية يوم جامعة بغداد.
الحاج معتز البياتي يعتبر اخر الرعيل من الذين حملوا لواء مدرسة العود البغدادي التي اسسها الشريف محي الدين حيدر ، وله كتاب قيم جداً وبجزئين بعنوان ( دراسات ومؤلفات موسيقية ) حيث ضمن الكتاب جميع قطع وسماعيات الشريف محي الدين حيدر أضافة الى العديد من مؤلفاته في قالب (Etude) وقالب السماعيات واللونكات والبشارف ، ويعتبر هذا الكتاب من اهم الكتب الموسيقية في عصرنا الحالي لما له من امكانية تأهيل العازفين في التمكن من عزف مؤلفات الشريف وكذلك العزف الصوفي الكلاسيكي للموسيقى العربيه .

لقد وثق الحاج معتز البياتي عزفاً ، جميع اعمال الشريف محي الدين حيدر ، موجودة جميعها على قناتنا قناة الوتر السابع في اليوتيوب.
لم تكن أمال اقل حظاً عندما التقت الحاج معتز البياتي أستاذاً لها في الكلية ، ولم يبخل عليها بالرعاية والاهتمام وخاصةً عندما جاءته عازفة متميزه متقنه لعزفها ومحبة للاستفادة والاستزاده من أستاذها ، فصب جل اهتمامه في ان يعلمها عزف قطع الشريف محي الدين حيدر بعد ان استطاعت ان تعزف معظم تمارين الحاج معتز المهمة والتي تعتبر بمثابة المدخل لدراسة وعزف مؤلفات الشريف محي الدين حيدر .. فمن خلال دراستها هذه استطاعت ان تتمكن امال احمد من عزف القطع الموسيقية للشريف أضافةً الى استخدام نفس اسلوب التكنيك والتعبير الموسيقي الصوفي لدى استاذها الحاج معتز البياتي.


انضمت امال احمد الى العديد من الفرق الموسيقية العراقية  وبأنضمامها لهذه الفرق ، حصلت على الاشراف المباشر والتدريب المكثف الذي حسن اداءها على يد كل من الاساتذه ( منير بشير وروحي الخماش وخالد محمد علي ) وهذا ما جعلها ، بالاضافة الى ماتتسم به من موهبة وقدرة على الاداء ، واحدة من أمهر العازفات في فن العزف الانفرادي ( الصولو) وحازت على مرتبة متفردة بين أبناء جيلها من العازفين من الرجال والنساء بسبب قدرتها وتكنيكها العالي على عزف أصعب المقطوعات  الموسيقية وخاصة معزوفات الشريف محي الدين حيدر التي تتطلب مهارة وتكنيك عالٍ . ,
اولى الفرق الموسيقية التي انضمت لها امال هي فرقة معهد الدراسات الموسيقية التي أسسها الاستاذ علاء مجيد وقادها لفترة قصيرة ثم تولى قيادتها الاستاذ سالم عبد الكريم  عندما اصبح عميداً لمعهد الدراسات الموسيقية ، وكذلك انضمامها لفرقة العود بقيادة الاستاذ سالم عبد الكريم

قدمت من خلال هذه الفرق مشاركةً لزملائها العديد من النشاطات والحفلات الفنية والثقافية من على خشبة مسرح الرشيد  ومسارح بغداد الاخرى ، وشاركت مع هذه الفرقة في احياء مهرجان بابل الدولي طيلة سنوات دراستها في المعهد وفي الكلية


بعد تخرجها من المعهد التحقت امال احمد بفرقة البيارق بقيادة مؤسسها الاستاذ منير بشير ، ومن خلال انضمامها لهذه الفرقة تعلمت الكثير من اصول العزف وخاصةً التقاسيم حيث تعطي الفضل كله لاستاذها منير بشير في تعلمها للتقاسيم ، تقول امال :" بعد انتهاء فرقة البيارق من التدريبات  كنا نجتمع جميعاً للاستماع لعزف الاستاذ منير بشير ، كنت أمعن النظر في حركة ريشته وتنقل اصابعه على الاوتار ، وادقق في اماكن عفق الاصابع ، وكنت حالما اعود الى البيت احتضن العود لكي اكرر تلك الجمل الموسيقية التي كان يعزفها امامنا الاستاذ منير بشير ،  وهكذا استطعت ان اتقن اقوى واجمل واصعب الجمل الموسيقية التي يعزفها منير بشير ، وهذا ما لفت أنتباهه اثناء التدريبات مما دعاه الى ان يخصني بتعلم الكثير من الجمل الموسيقية اثناء التقسيم ، حيث كلما ابدأ بالتقاسيم ، يقف امامي ويقول لي أعملي هكذا وهكذا حتى اتقنت فن التقسيم على يده". 


بعد فرقة البيارق .. اسسس الاستاذ منير بشير فرقه ( ثلاثي شهرزاد) وهي فرقة تتكون من ثلاث عازفات فقط ،  متميزات في العزف على آلة العود وهن ( أمال احمد ، نوال غازي وفيحاء عبد الاحد) ، وقد اختارهن منير بشير ليثبت للجميع بقدرة هؤلاء العازفات على تقديم امسيات موسيقية ثقافية راقية خالية من التهريج والاسفاف ، تقدم الموسيقى العربية الكلاسيكية الملتزمه والمهذبه.. وكان عزفهن يعتمد على عزف السماعيات والبشارف واللونكات اضافة الى القطع الغنائية التراثية ولكن بتوزيع جديد كما يضعه الاستاذ منير بشير ، قدمت هذه الفرقة العديد من الامسيات الثقافية للوزارات والمؤسسات الرسمية .


 
بعد وفاة الاستاذ منير بشير توقفت فرقة البيارق ، تولي منصب مدير عام دائرة الفنون الموسيقية الدكتور علي عبدالله بدلاً عن منير بشير، الذي عمل على  تشكيل فرقة جديد وهي فرقة بابل

كانت امال احمد احدى عضوات هذه الفرقة بين مجموعة كبيرة من عازفي العود ، حيث شاركت مع الفرقة في العديد من الحفلات التي اقامتها دائرة الفنون الموسيقية  بوزارة الثقافة والاعلام ، كما شاركت في العديد من المهرجانات الدولية العربيه في كلاً من : مهرجان القاهرة للاغنية العربيه سنة 1997 ، وفي المشاركة الثانية لنفس المهرجان في العام 2000 حيث قدموا على المسرح الكبير بدار الاوبرا ، ومع نفس الفرقة شاركت في مهرجان الفحيص في الاردن ، وفي حفل اخر مشاركة مع فرقة مدرسة الموسيقى والبالية في مؤسسة الملكة نور.

جانب من الوفد وفرقة بابل في الاردن


رافقت امال ايضاً فرقة بابل في ايفادها الى الجزائر وتحت قيادة الفنان علي خصاف حيث قدموا العديد من الحفلات على مسارح الجمهورية الجزائرية


كذلك رافقت قارئ المقام العراقي الفنان حسين الاعظمي في عدة حفلات للمقام العراقي احياها على مسارح تونس.

كان رصيدها من المشاركات العربية يزداد نتيجة لنجاحاتها في العزف للعديد من الحفلات الموسيقية ، اذ أشتركت من خلال انضمامها الى مجموعة هذه الفرق الموسيقية  ، بفعاليات ومهرجانات في كل من :  سوريا ، الاردن ، تونس ، الجزائر ، المغرب ، البحرين ، سلطنة عمان ، الامارات
اما عن مشاركاتها داخل العراق فقد شاركت في الكثير من الفعاليات لوزارات عديده ولها مساهمات في اكثر من دورة لمهرجان بابل الدولي ولسنوات عديده.


مجمل الفرق الموسيقية التي شاركت فيها  الفنانه امال احمد هي:


فرقة معهد الدراسات الموسيقية – بقيادة الاستاذ سالم عبد الكريم
فرقة العود – بقيادة الاستاذ سالم عبد الكريم
فرقة البيارق – بقيادة الاستاذ منير بشير
فرقة ثلاثي شهرزاد – بقيادة الاستاذ منير بشير
فرقة بابل – بقيادة الاستاذ علي خصاف
فرقة مدرسة الموسيقى والبالية
فرقة عشتار النسوية – بقيادة الفنانة امال احمد
فرقة كلية الفنون الجميلة  - بقيادة الدكتور خالد ابراهيم
وكان لها في جميع هذه الفرق عزفاً انفرادياً ( صولو)على آلة العود
حصلت امال احمد على الالقاب والعديد من الجوائز والشهادات التقديرة :
فقد حصلت على لقب أفضل عازفه في العراق
حاصله على لقب العازفة الاولى في الوطن العربي بالنسبة للعنصر النسوي
حاصلة على شهادة تقديرية لمساهمتها في مهرجان بابل الدولي سنة 1997
وشهادة تقديرية ثانية لمشاركتها في مهرجان بابل الدولي عام 1999
وشهادة تقديرية من دائرة الفنون الموسيقية سنة 2000

اليوم الفنانه والعازفة المبدعه امال احمد مينا تطرق ابواب المؤسسات الفنية والثقافية في العراق بغية الحصول على عمل لها ولكن للاسف لا احد يقدر هذه الجوهرة الثمينة التي اصبحت امانة لدينا جميعاً نتحمل مسؤولية  حمايتها وتوفير الحياة الكريمة لها ولأولادها


كتبت عنها العديد من الصحف والمجلات وتابعت مسيرتها الفنية طوال فترة دراستها وعملها مع الفرق الموسيقية ومشاركاتها في المهرجانات المحلية والدولية.

 

تهيئة الطابعة   العودة الى الصفحة السابقة