السيرة الذانية للموسيقار روحي الخماش


السيرة الذاتيه للموسيقار روحي الخماش


سيرة حياة  للفنان روحي الخماش
ولد روحي الخماش عام 1923 م في مدينة نابلس في فلسطين المحتلة ، وفيها ترعرع وبلغ سن الدراسة حيث دخل المدرسه الأبتدائيه عام 1928/1929 ثم انتقل الى مدرسة النجاح حتى تخرج فيها .
كان "روحي" مولعاً بالفن منذ نعومة أظفاره محباً للموسيقى حيث كانت تسري في عروقه ، فكان يؤدي الترانيم والمعزوفات وأناشيد الصباح بأجادة تامة أمام أساتذته وزملائه في المدرسه ، ومن هذه الأناشيد " وطني أنت لي والخصم راغم" ونشيد "موطني" وغيرها من الأناشيد السائده في ذلك الوقت.
كان أبوه ينمي موهبته ويصقل ذكاءه ويشجعه على ولعه بالفن والغناء، فقد أشترى له آلة عود صغيرة وهو لم يبلغ من العمر سوى 6 سنوات ليتمكن من العزف والتدرب عليها بصورة تليق به أنذاك وبالفعل تعلق بعوده تعلقاً ملحوظاً وبدأ يترجم كل ما يجول بخاطره من موسيقى على عوده بشوق وولع كبيرين ،وكان أحد أقربائه يشرف على عزفه ويتابعه فنياً لما رأى أمارات الذكاء بادية وظاهرة في أعماله وكان هذا الأخير هو أحمد عبد الواحد الخماش الذي درس الموسيقى في تركيا.
لقد تمكن "روحي" خلال عام واحد من أجادة عزف ( بشرف عاصم بيك) وبشرف (رست لطاتيوس أفندي) وبعض الدواليب القديمة وسماعي بيات قديم لسامي الشوا وعندما أكمل الأبتدائيه ذاع صيته في كل نواحي وأرجاء مدينته وعرف بأقتداره وأشتهر بذكائه.
في عام 1932 م أقيم المعرض العربي في مدينة القدس وكانت فرقة الأستاذ سامي الشوا من بين الفرق الفنية المدعوة لهذا المعرض وقد كانت المصادفه أن أستمع الفنان سامي الشوا الى غناء روحي الخماش في دور " أحب أشوفك" للفنان محمد عبد الوهاب ، فأكبر فنه وشجعه على مواصلة التدريب وممارسه العروض الموسيقيه إذ كان فوزاً معنوياً له ونصراً كبيراً في ميدان الفن والموسيقى آنذاك  ، وتوالت مشاركاته الفنية بعد ذلك فأدى ذلك الى تعزيز خطواته الفنية وتوثيقها وشهرته بين الفرق.
في عام 1933 م قدمة والده عازفاً على العود أمام جمهور غفير من المدن الفلسطينيه والعربيه فكان مؤثراً في الأسماع أخذاً بمجاميع القلوب ومسيطراً على إعجاب المهتمين بالموسيقى حائزاً على أستحسانهم حيث أدى بعض المقطوعات الموسيقيه الغنائيه لعبد الوهاب وأم كلثوم . ومما ينبغي أن يذكر أن الفنان عبدالوهاب كان قد قدم الى فلسطين آنذاك فكان من حسن حظ روحي الخماش أن غنى أمامه وكشف عن موهبته الموسيقيه في عزفه وغنائه ، فأعجب الفنان محمد عبد الوهاب ببراعته وموهبته الكبيرة فأهدى اليه هدية رمزيه عبرت عن عظيم أعجابه بهذا الطفل الموهوب ، وكما حصل له مع محمد عبد الوهاب حصل له مع الفنانه القديرة أم كلثوم التي جاءت هي الأخرى الى فلسطين لأحياء حفلة على مسرح " أبي شاكوش" في يافا حيث أستقبلت الفنان الصغير ( روحي الخماش) وأجلسته في حضنها تعبيراً عن أهتمامها به وأكباراً وأجلالها لموهبته وهو في هذه السن الصغير ، وطلبت منه أن يغني فغنى مونولوج ( سكت والدمع تكلم ) للموسيقار القصبجي فأعجبت به كثيراً وتنبأت له بمستقبل فني زاهر.
وفي بداية عام 1935 م وصلت أنباءه الى سمع الأمير " عبدالله " الذي طلب من الملك غازي أن يدعوه الى بغداد حيث الحضارة الأصيله والفن والأبداع العظيمتين ، فأستقبله الملك غازي فغنى له كما غنى للأمير عبدالله من قبل وزاد عليها من الأناشيد الوطنيه المشهورة التي أثارت أعجاب الملك وحركت عواطفه تجاهه ودفعته الى أهداءه ساعته الشخصيه ومبلغ من المال عنواناً لأعجابه به وتقديراً لموهبته الثاقبه وبالطبع كان لذلك الأثر الواضح في شخصية ذلك الطفل المبدع . وأثناء وحوده في العراق آنذاك أقام عدة حفلات لطلبة المدارس مجاناً إيماناً منه بقوة الروابط بين بلاد العرب وترسيخاً لدافع المحبة الذي يربط كل عربي بأخية العربي ، وبقي سته أشهر يتفيأ ظلال نخيل العراق الوارفه ويتطيب بشمائل أخلاق سكانه.
وفي سنة 1936 م السنه التي تم فيها أفتتاح دار الأذاعه الفلسطينيه عاد ثانية للمشاركة في بلاده حيث شارك فناناً مبدعاً ومنتجاً ومقدماً لبرنامج يؤدي فيه حفلاته الغنائيه لمدة سنة ، وفي عام 1937/1938 م سافر في بعثة دراسية الى القاهرة في معهد الملك فؤاد الأول للموسيقى العربيه من أجل أن يصقل موهبته ويقومها بالتجربه والمران والخبرة الدراسية المطلوبه وقد أجرى له الأختبار الخاص بالقبول في المعهد وكانت اللجنه مؤلفه من الأساتذه درويش الحريري وصفر بك علي المعاون الفني والدكتور محمود أحمد الحفني المعاون الأداري والمسيو كوسناكس مدرس النوطه الموسيقيه (الصولفيج ) ونظريات الموسيقى وفؤاد الأسكندراني مدرس الغناء.
كان "روحي" قد أسمعهم دوراً للأستاذ محمد عبد الوهاب " حبيب القلب" عزفاً وأداءً فكان إندهاشهم به واعجابهم بموهبته أيذاناً منهم بقبوله على الفور في المعهد المذكور ، ففي السنه الاولى في المعهد قام بدراسة ثلاث مراحل دراسيه ( التمهيدية – الأولى – والثانيه ) ، وتلقى المناهج الخاصه بها . وفي السنه اللاحقه تلقى دروس المراحل ( الثالثه – الرابعه – والخامسه ) ودخل الأمتحان النهائي لكل المراحل الدراسيه للمعهد عام 1939 م متفوقاً على أقرانه ومتميزاً في مده التعبير عن موهبته وعصامية فذه حققت له حضوراً في مدة زمنية قصيرة إذ قلما تأتي لغيره من المبدعين فيتميز في مجاله بالزمن القصير الذي أتيح للخماش أن يتفوق فيه.
ومما يحسب له أن الأختبار الذي أجري له كان فريداً من نوعه ، إذ طلب منه أن يقوم بتلحين قصيده على شكل موشح خلال ساعتين من الزمن ، وتدوينها وغناءها ، كما طلب منه أن يقوم بتدريس بعض المواد الخاصه بالموسيقى بدلاً من الأساتذه المكلفين بذلك عادهً ، وقد حصل في نهاية الأمر على زمالة دراسيه ليدرس على مقاعد جامعات إيطاليا ، إلا أن ضروف الحرب العالمية حالت دون أتمام هذه الدراسة التي أضطر على أثرها العوده الى القدس عام 1939 م ، وعيّن رئيساً للفرقه الموسيقيه الحديثه في الأذاعه الفلسطينية ليستمر في عمله حتى عام 1948 م منشغلاً خلال ذلك بتقديم الأعمال الفنية الأبداعية غناءً وعزفاً وأشرافاً ، كما أثر عنه ذلك وعرف به في شهرة لائقه بفنان مبدع وأصيل .
وفي تموز سنة 1948 م حل الفنان روحي الخماش ضيفاً على العراق للمرة الثانية ، وكان حلوله هذا بتصريح عسكري من قيادة الجيش العراقي في مدينة نابلس آنذاك ، وكان قدومه هذا محطة أستقرار ، وعمل في وطن جديد زاخر بالمعارف والفنون والتراث ، وأستطاع الخماش من خلاله فعلاً أن يعمل ويبدع ويحتل موقعاً فنياً متميزاً في جميع أرجاء الحركة الموسيقيه ، إذ عيّن حال وصوله العراق 1948 م رئيساً للفرقه الموسيقيه المسائيه في الأذاعه العراقيه. وقام بتنظيم هذه الفرقه وأستقطاب عناصر أخرى كفوءه إذ قدم من خلال هذه الفرقه العديد من الحفلات الموسيقيه والغنائيه على الهواء مباشرة ، وخلال هذه الفترة ذاع صيته بين أرجاء الحركة الموسيقيه في القطر حتى عام 1953 م حيث عيّن مدرساً في معهد الفنون الجميلة وبعدها أتسع نشاطه الفني عندما أسس الفرق الأنشادية والموسيقيه والى غير ذلك من العطاءات ، وبقي الخماش مدرساً وقائداً موسيقياً ومؤسساً وخبيراً لمؤسساتنا الموسيقيه .

بعد تأسيسه لفرقة الانشاد العراقية في العام 1971 وضع الخماش العديد من الألحان لقالب الموشح والتي أدتها الفرقة ، وكانت أولى الموشحات التي لحنها هي ( موشح حبيبي عاد لي وموشح حبيبي لا تطل هجري وموشح وموشح يا هلالاً ) وجميعها في مقام العجم عشيران ، وقد فازت هذه الموشحات الثلاثة في مسابقة الغناء العربي في تونس في العام 1976 بالجائزة الاولى بين الموشحات التي أدتها الفرق العربية الاخرى من مصر وسوريا والمغرب والجزائر وتونس. كان مجموع ما لحنه الخماش من موشحات للفرقة ما يقارب الاربعين موشحاً .. أضافةً الى تدريب الفرقة على العشرات من الموشحات العربية والاندلسية المشهور.. أضافةً الى أغنيات التراث العراقي

فرقة الانشاد العراقية بقيادة الموسيقار روحي الخماش


ومما يذكر أن الفنان روحي الخماش ينحدر من طبقة ريفية إذ كان والده حمدي عباس الخماش يملك أرض زراعية في فلسطين (نابلس) تقدر بمائه وخمسين دونما زراعياً ما زالت قائمة لورثته حتى الآن ولما جاء الخماش الى بغداد تهيأت له فرصه لشراء أرض زراعية في محافظة بغداد قضاء المحموديه – ناحية اللطيفية بجانب نهر ( أبو رميل) وفعلاً أشترى تلك الأرض التي تقدر مساحتها بمائه وخمسين دونما زراعياً تحقيقاً لدواخله القرويه وتنفيذاً لهوايته وأستمراراً لنهج عائلته ، وبعد حين أتخذ من هذه الأرض مزرعة واسعه شيد عليها حقولاً لتربيه الدواجن والأبقار والطيور فضلاً عن أستغلالها زراعياً للمحاصيل الزراعية التي تناسب طبيعة الأرض هناك وبذلك أتخذ منها محطة فنية ثانية يزورها بين الحين والأخر وبمرور الزمن استهوته هذه الأرض حيث انتقل ليسكن فيها وذلك في عام 1986 م ولتكون فيما بعد مصدر رزقه مبتعداً بعض الشئ عن الوسط الموسيقي لأنشغاله في أمور أرضه الزراعيه وما يترتب عليها . وبقى على هذه الحال حتى منتصف 1998 م ، أذ فوجئ بأعراض مرض يصعب الشفاء منه ، رقد على أثره في المستشفى وبقي فيها حتى وافاه الأجل في يوم الثلاثاء العاشر من جمادي الأول سنة 1418 للهجرة الموافق لليوم الثلاثين من أغسطس/آب سنة 1998 ، وقد أقامت له نقابة الفنانين العراقيين تشييعاً يليق بالفنان الكبير وبعدها تم دفنه في مقبرة الكرخ الواقعه غرب مدينة بغداد .
كانت وفاته خسارة فادحه لجميع الذين نهلوا من عطائه الثر.
لقد أحبه العراقيين وهو أحب العراق وأهل العراق فجمع بين بلديه فلسطين والعراق .. فاعتبره العراقيون إبنهم الفلسطيني فيما كان دائماً في نظر الفلسطينيين أخيهم العراقي .. واليوم تقوم طالبته النجيبة السيدة فاطمة الظاهر بتوثيق كل ما يتعلق بهذا الموسيقار الكبير بناءاً على طلبه في تخليد تراثه الموسيقي والغنائي والذي أفنى سنوات عمره خدمةً للموسيقى العراقية ، فأنشأت له هذا الموقع بأسمه ثم قامت بتوثيق العديد من موشحاته وأبتهالاته بصوتها وخاصةً المفقود منها لتبقى ذخراً للأجيال القادمة ولما قدمه من فن راقي وبديع أغنى المكتبة الموسيقية العراقية 

من المكتبة الموسيقية للموسيقار روحي الخماش

أعداد : الباحثه فاطمة الظاهر

 ورقة الهبة والتخويل والتي بموجبها خول الموسيقار روحي الخماش السيدة فاطمة الظاهر بالحفاظ على تراثه الموسيقي مصدقة في محكمة عمان الكبرى

 

بعض موشحات الموسيقار روحي الخماش

موشح أيها الساقي المفدى

 

موشح " قمْ تديمي "

 

موشح " حبيبي لا تطلْ هجري

 

موشح " حامل الهوى تعبُ"

 

موشح جُدْ بقربي

 

موشح يا هلالاً ـ أداء فاطمة الظاهر

 

موشح  كللي يا سحب  من الحان الموسيقار روحي الخماش - أداء فاطمة الظاهر

 

شهادات بحق الموسيقار روحي الخماش

شهادة الاستاذ ثامر عبد المحسن العامري بحق الموسيقار روحي الخماش الذي عمل على كتابة النوطة الموسيقية لجميع أطوار الابوذية العراقية لمؤلفه المغنون الريفيون وأطوار الأبوذية العراقية

شهادة ثانية للموسيقار روحي الخماش من الاستاذ ثامر العامري في كتابه الموسوم ( المقام العراقي )

 

شهادة الفنان وعازف العود علي الامام بحق الموسيقار روحي الخماش

 

شهادة أستاذ الموسيقى ورئيس قسم الفنون الموسيقية في كلية الفنون الجميلة أستاذ ميسم هرمز

 

لمشاهدة المزيد من صور الفنان انقر هنا

شهادة الفنان خالد محمد علي بحق الموسيقار روحي الخماش

رحم الله أستاذي وأخي الكبير الفنان روحي الخماش ،  فقد كان حقا نعم الأخ والصديق والمعلم .. تعرفت عليه عام 1980 عندما قَدِمتُ من الموصل إلى بغداد ، في بيت المرحوم الفنان الكبيرغانم حداد رحمه الله . وكان حينها استاذا في( معهد الدراسات النغمية ). كنت ألتقيه في المعهد فنتحدث في الموسيقى ونعزف الموشحات والسماعيات والبشارف والمقطوعات أمام حشد من الطلاب أحيانا , ونتعلم منه جميعا وننهل من علمه .
كذلك كنا نلتقي ولسنوات عديدة في بيوت أصدقائنا الفنانين حيث نقضي سهرات فنية موسيقية رائعة جدا لا تنسى، وكان معنا دائما الأستاذ الكبير المرحوم غانم حداد والفنان الكبير الأستاذ سالم حسين عازف القانون والفنان المرحوم حسين قدوري عازف التشيللو وبعض من أصدقائنا الفنانين والموسيقيين الآخرين .. وكنت أعزف على الكمان بجانب المرحوم غانم حداد وأحيانا أعزف على العود.
أتذكر دائما كلمات الإعجاب التي كان الأستاذ روحي الخماش يقولها لي : ( أنت ما زلت صغيرا, من وين تعلمت وحفظت هذا الفن ؟ )
أيامها كنت في سن العشرين ، الأستاذ روحي الخماش عضو في فرقة خماسي الفنون الجميلة , حيث كان هذا الخماسي  يقدم الأعمال التراثية وألوان الموسيقى العراقية والشرقية والعربية من سماعيات وبشارف ولونجات وموسيقى ومقامات عراقية وتقاسيم منوعة , وكنت ُشخصيا من أشد المعجبين بهذا الخماسي وأحفظ المقطوعات التي يقدمها ..
لم أكن من طلاب الأستاذ روحي الخماش  لكني تعلمت منه الكثير، وتشرفت بالعمل معه أستاذا  في معهد الدراسات الموسيقية في الأعوام 1990 -1993 وكنت أقدم محاضراتي في قاعة تحمل اسمه ( قاعة روحي الخماش ) . وكنا نلتقي كل يوم .. أحيانا كان يقول للطلاب في أكاديمية الفنون الجميلة : (هاتوا لي آلة كمان وأعطوها للأستاذ خالد) .. ونبدأ بعزف المقطوعات أمام الطلاب وعندما ننتهي من العزف يقول لهم : ( أسمعتم كيف تُعزَف الموسيقى ؟؟)
من الشهادات التي أعتز بها في حياتي , ما كان يقوله عن مؤلفاتي وعزفي على العود: ( خالد محمد علي  صاحب أنظف تون وأحلى أصابع ) .
وفي مهرجان بابل في بداية تسعينات القرن الماضي شاركت معه بحفل طلبة وأساتذة معهد الدراسات الموسيقية .. وقدمنا أعمالا من مؤلفاته .
أقول عن الفنان الكبير الراحل روحي الخماش رحمه الله : إنه واحد من عمالقة الفنانين المبدعين في عالمنا العربي , ولا يجود الزمان بمثله كل قرن من الزمان ..
كان أستاذا قديرا وجديرا ومفكرا ومؤلفا موسيقيا وملحنا رائعا، وعازفا على العود بتمكن واقتدار. ترك لنا أرثا موسيقيا كبيرا من الحان وموشحات ومؤلفات موسيقية وأعمال مشهورة ومنشورة كثيرة . وكتب نظريات الموسيقى.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته

 

شهادة الفنان مجيد العلي بحق الموسيقار روحي الخماش

دور الموسيقار روحي الخماش في تدوين المقام العراقي
 في العام 1990 صدر كتاب في الموسيقى بعنوان (المقام العراقي) تأليف ثامر عبدالحسن العامري تناول فيه تأريخ المقام العراقي واصوله وانواعه ومن غناه من المطربين وهو كتاب تمين بمادته ... ولكن المهم في هذا الكتاب حمل في صفحاته نوتات موسيقيه قام بتدوينها الفنان روحي الخماش لعدد من المقامات العراقيه وطريق ادائها اعنبارا من التحرير  بداية الدخول للمقام ومن ثم الانتقال الى وصولا الى الميانه اي الدرجات العليا من المقام ومن ثم العوده الى التسلوم  والرجوع الى مستقر المقام ، وقد قال الموسيقار للمؤلف عبارة مهمه (لندونها موسيقيا لتكون هدية للاجيال) وهذه تعتبر بصمة كبيره في حفظ هذا التراث الموسيقي العراقي من قبل الراحل روحي الخماش وسبق وان قام بتدوين موسيقيا كافة الاطوار للابوذيه العراقيه بكتاب للمؤلف نفسه بعنوان(المغنون الريفيون واطوار الاوبوذيه) وهذه مبادره لم يقم بها احد غيره رحم الله فناننا الكبير الموسيقار روحي الخماش وسيبقى في ذاكرة الموسيقى العراقيه والعربيه على ما قدمه من اعمال لاتنسى......
تحياتي لهذا الموقع الذي يحمل اسم علم من اعلام الموسيقي العربيه والذي كانت له بصمة في المسيره الموسيقيه في عراقنا الحبيب كان موسيقارا بحق..... وكل الشكر للمشرفين على هذا الموقع في تسليط الضوء على كل مايتعلق بهذا الفنان وما يرسلون من معلومات موسيقيه تهم الطالب والباحث في شؤون فن الموسيقى سلمتم دوم

 

آل الخماش - سيرة عائلة الخمامشه

كتب شاكر الجوهري – رئيس تحرير صحيفة المستقبل العربي

الخماميش وآل الجوهري وأبو الهدى تربطهم قربى بالعدوان والعبيدات في الاردن

 

وزراء آل خَّماش

عامر خمَّاش

شارك الفريق المتقاعد عامر الخمَّاش وزيراً للدفاع في تعديل جرى في 30/6/1969م على حكومة الرئيس عبد المنعم الرفاعي المشكَّلة في 24/3/1969م , ثم شغل منصب وزير الدفاع ومنصب وزير النقل في حكومة الرئيس بهجت التلهوني المشكَّلة في 13/8/1969م .

حكمت خمَّاش

وشغل المهندس حكمت الخماش الذي يرتبط بالوزير عامر خمَّاش برباط أبناء العمومة منصب وزير النقل والإتِّصالات في حكومة الشريف زيد بن شاكر (الأمير فيما بعد) المشكَّلة في 27/4/1989م.

نبيل أبو الهدى الخمَّاش

وشغل السيد نبيل أبو الهدى الخمَّاش المنصب الوزاري في حكومة الرئيس مضر بدران المشكَّلة في 6/12/1989م وزيراً للتموين, ثم انتقل ليشغل منصب وزير النقل والاتِّصالات في تعديل جرى على الحكومة في 18/6/1990م.

نسب آل الخمَّاش

تعتبر عائلة الخماش من عائلات منطقة نابلس واشتهر منها الشيخ العالم زهدي الخمَّاش, وقد تلطف الفريق المتقاعد والوزير السابق عامر الخمَّاش مشكوراً فزوَّدني بهذه المعلومات عن عائلة الخمَّاش:

آل الخمَّاش أصلهم من الطائف في الحجاز، ويسكنون هناك بنفس الإسم إلى يومنا هذا, والخمَّاش هم من عشيرة الجذمة من قبائل عتيبة من أكبر القبائل العربية التي تسكن شبه الجزيرة العربية من أقصى الشرق (الخليج) إلى أقصى الغرب (البحر الأحمر).

وحسب رواية الأمير شاكر بن زيد (والد الأمير زيد بن شاكر) الذي كان يُعَدُّ من أشهر النسَّابين كان قد رواها لكل من بسيم الخمَّاش واصف الخماش في عمان في منتصف العشرينيات من القرن العشرين المنصرم فإنه وقبل أكثر من خمسة قرون وقع دم على أخوين من آل الخماش في الطائف مما اضطرهما للجلاء, فذهب الأوّل إلى العراق وسكن على ضفاف دجلة حيث سُمِّيت المنطقة فيما بعد (دورة الخماش), وكان قد زارهم من آل الخماش والد عامر الخماش القاضي المحامي بسيم الخماش الذي كان قد جُنِّد كضابط احتياط في الجيش العثماني في الحرب العظمى الأولى بعد تخرُّجِه من كلية الحقوق في جامعة اسطنبول.

أما الأخ الآخر واسمه محمد الخماش فقد نزح إلى مدينة الخليل في فلسطين حيث توفي ودفن هناك, ومن بعده نزح أولاده واستوطنوا مدينة نابلس حيث استملكوا الأراضي وأرسلوا اولادهم في طلب العلم إلى الأزهر الشريف, ثم في أواخر القرن الماضي (1890م) إلى جامعة اسطنبول حيث تخرَّج منها رفيق الخماش (زميل هاشم الاتاسي - رئيس جمهورية سوريا الأسبق).

كما أن آل الجوهري وآل أبو الهدى وآل أبو دقَرَ هم والخماش في الأصل من عائلةٍ واحدةٍ وقد عُرفوا في نابلس أَنهم (بيتُ عِلْمٍ) فعند ذكر هذه العائلات إلى يومنا هذا يقال عنهم (إنهم من بيوت العِلْمِ في نابلس).

والمؤرخون الذين كتبوا عن عائلات فلسطين ينسبون آل الخمَّاش إلى سيدنا أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، كما يدَّعي الرواة والله أعلم, وقد ورد ذكرهم في عدة كتب من أهمها ما كتبه المؤرخ الشهير محمد عزت دروزة الذي أبرز دور الشيخ عبَّاس الخمَّاش (زميل محمد عبده في الأزهر الشريف) وأخيه الشيخ أحمد الخمَّاش الذي كان قاضياً لولاية فزان في ليبيا ثم عين كأول عضو (عن نابلس) في أول مجلس للمبعوثان في إسطنبول في نفس الوقت الذي عين فيه الشريف عبد الله بن الحسين عضواً عن مكة المكرمة والشريف فيصل بن الحسين عضواً عن جدَّه), والشيخان عباس وأحمد هما اثنان من سبعة أولاد للشيخ شحاده الخماش الذي كان قاضياً لنابلس حين دخلها إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا عام 1834م, وكما ورد في كتاب (نابلس في القرن التاسع عشر) فإن حوالي 40% من قضاة نابلس ومفاتيها كانوا من آل الخماش والجوهري وأبو الهدى.

ويُقدَّرُ عمرُ ديوان آل الخماش في حي الياسمينة بنابلس والقائم إلى الآن بحوالي ثلاثمائة عام.

ويتبنَّى أبو الهدى الصيَّادي المتوفى في عام 1328هـ - 1909م الرواية التي تنسب آل الخمَّاش إلى أمين الأمة الصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن الجرَّاح فيقول:

إن الجراحيين (قوم سيدنا أبو عبيدة عامر بن الجرَّاح) هم بطن من بطون قريش ينتهي إلى أمين الأمة سيدنا أبو عبيدة رضي الله عنه, ومنهم قبيلة العمور وهي قبيلة كثيرة العدد بادية منازلهم بصحاري حلب وحماه, ومن بني الجرَّاح جماعة في عجلون وفي نابلس منهم فخذ وهم يدعون بآل الخمَّاش, وآل أبو الهدى, ومنهم مفتي نابلس العالم الفاضل أمين أفندي, وبنو الجرَّاح في قرى تلك الديار وبباديتها كثيرون «الروض البسام ص54».

وفي رسالة تلقيتها من الباحث راشد بن حمدان الأحيوي ينفي الأحيوي نسبة آل الخمَّاش إلى الصحابي الجليل أمين الأمة أبو عبيدة عامر بن الجراح مستدلاً ببعض الروايات التي أفادت بانقطاع نسل الصحابي الجليل أبو عبيدة، ومنها قول لمصعب الزبيري نسَّابة قريش (المتوفى عام 236هـ) : (انقرض ولد أبي عبيدة الجراح وأخواته) نسب قريش ص445 وقول الزبير بن بكار (المتوفى عام 256هـ): (انقرض نسل أبي عبيدة وولد أخوته جميعاً) «سير أعلام النبلاء ج1 ص8» وقول ابن قتيبة (المتوفى عام 276هـ): (مات أبو عبيدة بالشام في طاعون عمواس ولا عقب له) «المعارف ص109», وقول ابن حزم (المتوفى عام 456هـ): (أبو عبيدة عامر بن الجرّاح بن هلال بن أُهيب أمين هذه الأمة واحد العشرة المبشرين بالجنة وقد انقرض عقبه وعقب أبيه) جمهرة أنساب العرب ص 176، وقول ابن الأثير (المتوفى 630هـ): (وقد انقرض ولد أبي عبيدة) «أسد الغابة 3/86».

وتقول رواية أخرى إن آل الخماش ويعرفون أيضاً بالخماميش (جمع خمَّاش) والذين يسكنون الطائف ينحدرون من عشيرة عتيبة، وإنَّ جذورهم تمتدُّ إلى قبيلة عدوان, وذكر هذه الرواية المؤرخ حمد الجاسر في كتابه (معجم قبائل المملكة العربية السعودية) حيث ذكر: (الخماميش, وواحدهم خماش وذكر فروعهم وقال: في وادي شرب وما حوله شمال شرقي الطائف من قراهم الحوية والحصين والرويدف والركية وأم العيدان والدهاسية والخضارة) «معجم قبائل المملكة العربية السعودية 1/183», الشريف محمد بن منصور نسّابه أشراف الحجاز: (الخماميش قبيلة صغيرة تقطن الحوية ووادي شرب وهم أهل قرى ومزارع ويرجعون في نسبهم إلى عدوان).

ويورد كتاب (قاموس العشائر في الأردن وفلسطين) لمؤلفه الباحث حنا عماري اسم عشيرة تحمل اسم خمَّاش في نابلس وترتبط بعلاقة أبناء العمومة مع عائلتي الجوهري في نابلس وأبو الهدى في نابلس, وأخرى تحمل اسم خمامشة من عشيرة غوالي أبو الحصين من قبيلة الترابين ويقطنون في بئر السبع.

ويورد كتاب (معجم العشائر الفلسطينية) لمؤلفه الباحث محمد محمد حسن شرَّاب اسم عائلة تحمل اسم الخمَّاش في نابلس ويذكر من رجالاتها العالم والأديب عباس شحاده الخمَّاش والعالم الشيخ زهدي الخماش.

ويورد كتاب (القيادات والمؤسسات السياسية في فلسطين 17/9/1948م) لمؤلفته الباحثة بيان نويهض الحوت اسم خليل خمَّاش مع أعضاء اللجنة المنظمة لإضراب نابلس في 13/11/1935م احتجاجا على التحيز البريطاني لليهود, كما يورد اسم إبراهيم خمَّاش مع رجالات الحركة الوطنية في نابلس الذين حكمهم الانجليز بالسجن بسبب مشاركتهم في مظاهرة ضد المستعمرين الانجليز في 23/8/1931م, واسم الشيخ أحمد الخمَّاش ممثلا لنابلس في مجلس النواب العثماني في انتخابات 1908م, كما يورد اسم الشيخ سيف الدين الخماش قاضي بئر السبع الشرعي من بين العلماء الذين شاركوا في مؤتمر علماء فلسطين الاول المنعقد في 20 شوال 1353هـ - 26/12/1935م.

ويورد المؤرخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء الأول من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) إسم عشيرة تحمل إسم الخمامشة تنتمي إلى عشيرة غوالي أبي الحصين من قبيلة الترابين التي تنحدر من قبيلة بني عطية الحجازية في تبوك وأطرافها.

ويشير المؤرخ مصطفى مراد الدباغ في الجزء الثاني من القسم الثاني من كتابه (بلادنا فلسطين) إلى آن آل الخماش وآل الجوهري وآل أبو الهدى في نابلس هم ابناء عمومة وينسب إليهم قولهم إنهم يرجعون بأصولهم إلى قبيلة بني الجراح رهط الصحابي الجليل أمين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجراح (استعمل كلمة رهط ولم يستعمل كلمة نسل), وبنو الجراح من قبيلة بني حارث بن فهر بن مالك من قبيلة قريش من العرب العدنانية.

وأورد المؤرخ إحسان النمر في الجزء الثاني من كتابة (تاريخ جبل نابلس والبلقاء) إسم الشيخ عبد الغفور الجوهري من أبناء الخمامشة (آل الخماش) كواحد من علماء نابلس في أواخر القرن الحادي عشر الهجري, كما أورد إسم الشيخ إبراهيم الجوهري مفتي الأحناف في نابلس والشيخ أحمد أبو الهدى مفتي الأحناف أيضا في نابلس, وهما من أبناء عمومة الخمامشة. ويطلق النمر على آل الخماش وآل الجوهري وفرعهم آل أبو دقر وآل أبو الهدى وفرعهم خروب، إسم تجمع العبيدات.. وينسبهم إلى بني الجراح قوم الصحابي الجليل أمين الأمة أبي عبيدة عامر بن الجرَّاح رضي الله عنه, ويذكر أنهم يلتقون في هذه الأصول مع عشيرتي الجرارحة (الجرَّاح) والشرمان في بلدة المزار في شمال الأردن.

(عن المدينة)

* كنت شخصيا استمعت من العم عامر خماش رحمه الله للرواية المنسوبة له في هذه الدراسة (شاكر الجوهري)

 

تهيئة الطابعة   العودة الى الصفحة السابقة