امل خضير

امل خضير

كتابة : الاستاذ صالح التميمي

عاشت قصة حب طويلة مع الغناء فمنحته اهتمامها

أمل خضير..المطربة التي تسيّدت الساحة الغنائية ، محاولاتها 

لم تنفعهــــــا من نســـــيان الحبيــــب والتـــــــــوبة من المحبة 

واحدة من بين أشهر الأصوات النسائية العراقية التي ظهرت في القرن العشرين .. فنانة تنساب كلمات الاغاني من بين شفتيها بعذوبة .. يجمع صوتها الشجي بين الأصالة والرقة ويلامس وجدان المستمع .. تأثرت بمطربات الزمن القديم أمثال وحيدة خليل وسليمة مراد وسلطانة يوسف وبدرية أنور ومنيرة الهوزوز وزكية جورج . .ظهرت في منتصف الستينيات، وتسيدت الساحة الغنائية النسائية في العراق خلال مرحلة السبعينات .

هي المطربة الرائعة ذات الصوت الحزين الدافئ والراقي أمل خضير داود سلمان التميمي .. الفنانة التي امتازت بالبساطة والإختيار الجيد للكلمات والألحان الجميلة .

ولادتها ونشأتها كانت في محافظة البصرة - محلة المشراق في العام 1950 وسط أسرة متأثرة بالغناء الريفي. بدأت حياتها كأي طفل يرغب بالتنفيس عن موهبة تتفجر في داخله ما دفعها الى الغناء ضمن النشاط المدرسي وشاركت في أول حفلاتها الغنائية المدرسية وهي بعمر الـ (7) سنوات . والى جانب الغناء كانت تهوى الرسم والعمل الإعلامي والتمثيل فقدمت في بداية السبعينات عدة برامج حوارية اذاعية في برنامج القوات المسلحة لمدة سنتين ، لكن ميولها كانت أكثر الى الغناء الذي سرقها من الإعلام فضلاً عن وقوف أختها الفنانة الكبيرة سليمة خضير الى جانبها فاحتضنتها وساندتها في بداية مشوارها الفني والاعلامي .

في العام 1963 قدمت إلى بغداد مع شـقيقتها الفنانة سليمة خضير لتشارك في برنامج ركن الهواة، وغنت إحدى أغاني المطرب الراحل عبد الحليم حافظ لتكون ضمن كورس "فرقة الانشاد العراقية"، بعدها انضمت إلى الفرقة القومية وسجلت أغاني فردية ، وكان هذا التدرج هو البداية الصحيحة لكل فنان يريد ان يكتسب الخبرة في ذلك الوقت الذي كان فيه الفنان يحافظ على سمعته .

كانت انطلاقتها الحقيقية عام 1973 بإسم آمال حمدي فغنت في تلك الفترة بعض الأغنيات التي كتبها كاظم عبد الجبار ولحنها لها صانع النجوم الفنان فاروق هلال ومن بين تلك الاغاني (على ضيك ياكمر) واغنية (مر فركاك) أما أول أغنية ظهرت لها وانتشرت وعرفها الجمهور من خلالها فهي (كريستال) من الحان العملاق الكبير محسن فرحان .

ثم توالت الألحان لها فغنت (أحاول أنسه حبك) و(عيني وبعد عيناك) واغنية (يالعلمتني الهوى) و(من الشباك).. لتأخذ اغنياتها في ما بعد طابعاً آخر مع الإحتفاظ بطابع الشفافية والحزن الذي تميزت به فغنت (يا ألف وسفه وياحيف - وفدوه فدوه- وتعال) (واتوبه من المحبة) و(يا يمه آثاري هواي) و (سلم بعيونك الحلوة ) وهي أغانٍ لاقت صدى واسعاً عند المستمعين .

لقد استطاعت سيدة الغناء العراقي المطربة أمل خضير أن تثبت أنها مطربة الإحساس الرقيق فهى صاحبة صوت دافئ حنون حافظت به على المستوى الراقى للأغنية العراقية وبقيت بعيدة عن موجة الهبوط التي أصابت الساحة الغنائية في العراق . . كيف لا تكون كذلك وهى منذ طفولتها تعيش قصة حب طويلة مع الغناء الذي منحته اهتمامها وحاولت أن تقدم من خلاله أوراق اعتمادها كصوت له شخصية وأسلوب مميزين ونجحت في أن تحول أحلامها إلى موسيقى وأفكارها إلى أغنيات ومستقبلها إلى وصلة غناء طويلة بكل ما يحتاج المطرب من قوة في الأداء وثقة في التعبير وموهبة في الصوت لترضي أذواق المستمعين وتنضم الى مدرسة الغناء الراقي .

أمل خضير التي استطاعت أن تحقق كل ذلك النجاح والشهرة عبر أكثر من اربعة عقود تعاني اليوم من الإهمال والإحباط بسبب ظروف الإنتاج المكلفة للأغنية وغياب الشركات الراعية للفن .. فهل من راعٍ ؟.

 
يا يمة ثاري هواي

احاول انسى حبك

 

 

تهيئة الطابعة   العودة الى الصفحة السابقة