صفحتنا على الفيس بوك

كتاب المقالات

التصويت

ما رايك بنشاطات مركز الوتر السابع؟
 جيدة
 مقبولة
 تحتاج الى تطوير
النتيجة

الساعة الآن

لقاء مع فنان

لقاءات فنية

خريطة زوار الموقع

اللقاءات مع الفنانين

لقاءات فنية

تفاصيل المقال

نبذة تاريخية عن صناعة العود العراقي

12-10-2015

بسام سليم

نبذة تاريخية عن صناعة العود العراقي


مقال و بحث حول محطات مهمة في صناعة العود و هو جزء من احد فصول كتاب كامل بدأت بتجميع مادته منذ عدة أشهر و اتمنى ان انتهي باقرب وقت ليكون جاهزا للنشر..
مع خالص التحية..للاستاذه فاطمة الظاهر التي تعلمنا منها و من ابحاثها الكثير..
و الدكتور الراحل الكبير صبحي انور رشيد
و الدكتوره شهرزاد قاسم حسن و غيرهم من رواد البحث الموسيقي في عراقنا الحبيب

صناعة الة العود

تلك الالة التي جمعت خصال العالم بشرقه وغربه ، حلقة وصل حضارية تميز العراق دوما بأمتلاكه ذخرا فنيا مميزا لها شكل حلقات محورية عبر التاريخ في تقديمها للعالم صناعة وعزفا ، فمنذ عهد الاكديين ( 2350 ق.م ) على ارض الرافدين قدموها للعالم وكانت تحمل اسما معقد وهو "خوسو كال بونو " وتعني محبوبة الالهة الصغيرة،، اما القيثارة السومرية ( 2450 ق.م ) فكان اسمها مشابها ولكن اطول وهو "خوسو كال كالام مال" وهي تعني محبوبة الالهة الكبيرة ..


لقد استمر العود بالتغير و التطور و الاكتساب منذ تلك العهود، و عبر رحلة في الحضارات المختلفة انتشر ايضا في بلاد فارس و قاموا بتطويره فأكتسب العود الفارسي شهرة جعلته يتصدر المشهد حتى بدايات العصر العباسي فكان ابراهيم الموصلي و ابنه اسحاق الموصلي يعزف بالعود الفارسي للخليفة هارون الرشيد،، ثم كان للصانع الشهير منصور زلزل (و هو خال اسحاق الموصلي بالمناسبة) الاثر الكبير هو و زرياب في تحديث العود و اعادة تصنيعه بالكامل وفق قياسات بغدادية جديدة و ابعاد مختلفة في شكله و المواد المصنعة و اطلق عليه اسم "عود الشبوط" فحدثت ثورة تاريخية و نقلة كبيرة في عالم صناعة العود في النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي .و هذا هو العود الذي عزف به زرياب امام الخليفة هارون الرشيد و رفض استخدام العود الفارسي الثقيل ذو الاوتار الغليظة الذي كان يعزف عليه استاذه اسحاق الموصلي.
رحل زرياب بعد ذلك من بغداد الى المغرب حتى استقر في الاندلس(اسبانيا) ،، فأنتقل العود من خلال زرياب في اسبانيا الى اوروبا فصار معبود و محبوب الشعوب و الفنانين الاوربيين الذين ابدعوا في تصنيعه و احجامه و مواصفاته و تداخلاته مع مقاييس السلم الاوربي الدياتوني و الكروماتي فولد منه الة "اللوت Lute" منذ بدايات القرن الحادي عشر الميلادي و اكتسب 11 وترا (لكي لا يحتوي الربع تون) ثم وصل في العصر الباروكي الى 16 وترا ،، و كذلك ولدت الة الماندولين و الطنبور التركي و الكيتار الاسباني المعدل و هذه كلها من عائلة الاب الاصلي ...العود

مرت صناعة العود في الشرق بعد ذلك بعصور الانحطاط و التقوقع المزمن حتى عاد اليها القها على يد المعلم و الاسطى اسطورة صناعة العود الحديث محمد فاضل ،، في الربع الاول من القرن العشرين الميلادي و استعاد العود القه و عافيته ثم كان لدراسات و تطبيقات الاستاذ الموسيقار منير بشير سنة 1957 و بتصنيع محمد فاضل العواد نقطة تاريخية جديدة شهدت ولادة العود السحب الكامل في اروع و اجمل حلة قدم فيها العود الحديث الى العالم

صناعة العود في العصر الحديث في العراق..



بعد مرحلة زرياب و منصور زلزل ما بين القرن التاسع و العاشر الميلادي ورحيل اخر العمالقة صفي الدين عبدالمؤمن الارموي البغدادي في القرن الثالث عشر بعد سقوط بغداد ، مرت صناعة العود في الشرق بعد ذلك بعصور الانحطاط و التقوقع المزمن ، لكن اقدم اشارة الى بواكير صناعة العود في العراق في العصر الحديث تعود الى نهاية القرن التاسع عشر 1890 من خلال اعواد الصانع الموصلي "حنا العواد" الذي بدأ مصلّحاً بسيطاً و تحول بعد ذلك الى الصناعة حيث توج صناعته بعود صنعه عام 1933 تفنن في صناعته باستخدام اكثر من 150 نوع من الاخشاب و الاصداف و الزخارف و في عام 1937 جاء الى بغداد و اتفق مع الاستاذ حنا بطرس على ان يلتقي بالشريف محي الدين حيدر بشأن هذا العود ليعرف رأيه ، و بالفعل رأه الشريف محي الدين حيدر و عزف عليه و عجبه و اعتبره من الاعواد النفيسة.



اما ما سواها من اعواد في تلك الفترة فلم تكن بذلك الالق و لا الجودة ما يثير الانتباه فيها ، حتى ظهور المعلم و الاسطه اسطورة صناعة العود الحديث محمد فاضل العواد واولاده ،، وافتتاح ورشته سنة 1932 ، كما كان هناك في نفس الفترة الاسطه علي العجمي والصانع المتميز علوان صالح و الذي هو في الاصل نقاشا متميزا في اعمال الزخرفة " الارابيسك " و ايضا الاسطه سلمان جورج ، فسمي بحق زمن محمد فاضل الذي تميز عنهم جميعا مما جعل العود العراقي يكتسب شهرة و مكانة خاصة حولته من الة موسيقية للفنانين الى تحفة فنية يتسابق على اقتناؤها حتى الهواة والباحثين عبر المزادات احيانا ،، حتى ان جامعة اكسفورد اقتنت احد اعواد محمدفاضل و وضعته في متحف الجامعة

هكذا استعاد العود ألقه و عافيته في ظل وجود هذا المناخ الفني في الخمسينات و الستينات وما صاحبه من اهتمام من قبل الفنانين وعازفين العود من مؤسسي المدرسة الحديثة لدراسات العود ، حيث كان على رأسها دراسات وتطبيقات الاستاذ الموسيقار منير بشير من ناحية شكل العود البيضوي الجديد وازالة الشماسيات و الزخارف من فتحات الصوت كان هذا الشيء غريب وغير مألوف ، استمرت هذه المحاولات ما بين سنة 1953-1957 توجت في النهاية بتصنيع الاسطه محمد فاضل العواد بمنتجا صار يعد نقطة تاريخية جديدة تمثلت بولادة العود السحب الكامل الذي يعتمد في تركيب اوتاره الى بدن العود و ليس الوجه وبجسر متحرك، فكانت بحق من اروع واجمل النتاجات التي قدم فيها العود الحديث الى العالم ..حتى ان الموسيقار منير بشير قال عندما استلم عوده البشيري هذا : "ايدك ذهب اسطه فاضل.." و اعتبره نصفه الثاني الذي لن يفارقه في حله و ترحاله ..
اما الاسطه فاضل فقد قال له : ابني منير ..ان هذا العود غريب و شكله مثير و جميل و سيكون عود المستقبل .."
وبالفعل كان


بعد ذلك بدأت رحلة ومشوار من التعاون المشترك بين منير بشير وما تقلده من مناصب ادارية مهمة وبين الاسطه محمد فاضل واولاده و على رأسهم نجله الاكبر فائق وعمر نجله الاوسط حيث كان مشرفا على ورشة صناعة الالات الموسيقية التي انتجت سلسلة اعواد البيارق والاعواد الشرقية الاخرى

اما الموسيقار روحي الخماش فقد كان له ايضا ابتكارا ابصر النور على يد الاسطه محمد فاضل وهو العود ذو السبعة اوتار  سنه 1971 و الذي جاء بعد دراسات مستفيضة قام بها الموسيقار روحي الخماش هدفت الى استكمال دائرة الجوابات الموسيقية بتحقيق جواب الجواب الكامل.


هؤلاء المبدعين الذين كثيرا ما كانوا يعملون ويبدعون بجهودهم الذاتية والفردية في ظل غياب الاهتمام والدعم من الدولة وخصوصا في بلد كالعراق الذي كثيرا ما وصف بأنه مصنع افضل الاعواد في العالم حتى يومنا هذا بفضل الاستمرارية والاصرار على تقديم الافضل ومثال ذلك ما قام به الاسطه عمر محمد فاضل بابتكار عود اسماه بالتساعي و هو عبارة عن إستخدام تسعة ألواح (ترايش) لصنع بدن العود ويستفاد من ذلك من الناحية الشكلية في ضغط حجم الطاسه وجعلها اكثر انسيابية واراحه للعازف في احتضان العود وخصوصا بالنسبة للعازفات حيث كما نعلم انه كثيرا ما يشكل حجم العود عائقا في قدرة العازفات على احتضانه... ومن الناحية الصوتية تكون الموجة الصوتية بتموجاتها ذات قدرة على التغلغل سريع الارتطام داخل الصندوق الصوتي للعود وقد قدمه مؤخرا ضمن فعاليات مهرجان الأشقاء المنعقد في بغداد في ديسمبر 2015
كذلك قدم الاسطه فائق محمد فاضل ابتكارا مع الفنان سالم عبدالكريم وهو العود ذو المسطرة الممتدة الى الجسر وفتحات تشبه فتحات الكمنجه.


كانت هذه بعض اللمحات من تاريخ تطور صناعة العود و التي ما كانت لتكون لولا جهود هؤلاء العمالقة من الصانعين والموسيقيين العظماء والى يومنا هذا

المزيد من المقالات

ابحث في موقعنا

شاهد قناة الوتر السابع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 11
عدد زوار اليوم : 548
عدد زوار أمس : 512
عدد الزوار الكلي : 1084145

من معرض الصور

فيديوات الوتر السابع