نهوند
كثيراً ما اطربتنا اصوات المغنيات وهن يغردّن الالحان البغدادية الاصيلة والكاملة المعنى من حيث الكلمة واللحن ، وكم يدهشنا عندما نعلم ان تلك الصوت لم تكن لمطربات بغداديات وانما هي بالاصل اصوات عربية بعيده عن اللهجة البغدادية ولكنها اتقنت اللهجة البغدادية بحرفية عالية ، ومن تلك الاصوت كالمطربة الحلبية زكية جورج ، والمطربة المصرية ذات الاصول الشامية نرجس شوقي والمطربة المصرية ذات الاصول السورية ايضاً فائزة احمد وكذلك المطربة اللبنانية نهوند
ولدت نهاوند عام 1933 اسمها الحقيقي لوريت عبدالله كيروز واطلق عليها الاسم الفني نهوند لعذوبة صوتها. بدأت حياتها الفنية في فرقة الإذاعة اللبنانية الموسيقيه ، اول اغنية اشتهرت بها "يا فجر لما تطلّ" رائعة الملحن مصطفى كريدية.
هي من صنّاع النغم، وجيل العمالقة، أمثال: المطربة نور الهدى ، سعاد محمد، نجاح سلام، وديع الصافي، نصري شمس الدين.ة ببيروت.
بدأت شهرتها في بغداد عندما زارتها في أواسط الخمسينات وسجلت لإذاعتها عدداً من أغانيها وتميزت من بينها قصيدة (أين ياليل) للاخطل الصغير ، وقد قيل أنها لحنتها بنفسها وهنالك من ينسب تلحينها الى منير بشير سنة 1963 ومن ينسبها الى جميل بشير
أشتهرت نهوند بألحان الفنان رضا علي حيث لحن لها مجموعة من الأغاني إتسمت بطابع الأغنية العراقية البغدادية أشهرها "يابا يابا شلون عيون"
وأغنية "وين الگه الحبّيب" وأغنية "گمر الحبايب"
وأغنية " أدلل عليّ أدلل "
تنقلت بين مسارح بيروت ودمشق وعمان وسجلت لإذاعتها مجموعة من أغانيها الملحنة خصيصاً لها. تعاقدت معها اذاعة الشرق الأدنى ، وكانت من بين الصفوة المختارة من المطربات اللواتي تعاقدت معهن.
تمتاز نهاوند بصوت هادئ مغلف بالحزن والشجن والعاطفة. تأثرت بالمطربة السورية ماري جبران وأصبحت مغنية على هدى موهبتها وفطرتها.
سجّلت لها شركة بيضا عدداً من الأسطوانات.
الشاعر غنطوس الرامي أطلق عليها لقب "نهوند" فاشتهرت في بعض البلدان العربية حيث أحيت حفلات في مصر، والعراق، وسوريا، ودول أخرى
تقول نهاوند:
"نهوند سموني لمقام نسيوني، على عرش وضعوني، فعادوا ونسيوني، قالوا غابت، ماتت، ضاعت وداب صوتها في الصمت ؟!"
كلمات معبرة لمطربة كبيرة أطلت في الاربعينات
كانت بمثابة "ديفا" في زمن الملك "فاروق"، وصديقة الفنانين محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، رصيدها عشرات الاغنيات وبعض الافلام، أهمها "سكة السلامة" مع آسيا داغر، و"كأس العذاب" وغيرهما.
تزوّجت في سوريا في ذروة مسيرتها الفنية، وانفصلت عن زوجها !!
ولكن، سرعان ما غابت طويلا، فأين اختفت من غنّت رائعة "آمنت بالله" للمطربة لور دكاش.
سافرت الى كندا والبرازيل والأرجنتين، وأحيت حفلات عدة.
سافرت الى مصر، ثم الى البرازيل وأمضت فيها ست سنوات
تعدّدت الأماكن التي عاشت فيها نهوند، وتقول "في البرازيل قضيت 6 سنوات، هذه السفرة كانت غلطة عمري".
حيث انها إختفت عن الساحة الفنية وهي في الثلاثينات من عمرها عندما أحبت شابا برازيليا فتزوجته وباعت كل أملاكها في لبنان ووضعتها في رصيد زوجها وسافرت معه الى البرازيل وهناك ظهر وجهه الآخر ومعاملته القاسية لها فحجز جواز سفرها وسيطر على أموالها ولم تعد إلى لبنان إلا بعد وفاته في اواخر القرن العشرين
وعندما عادت الى وطنها، كانت الحرب مشتعلة !!
التجأت الى كنيسة سيدة المعونات لأنها مؤمنة، وتكرّست في الاخوية وأصبحت مرتّلة في جوقة الكنيسة
وفي صيف 1996 احيت الفنانة نهاوند حفلاً في مدينة جبيل قبل اعتكافها عن الغناء حضره عشاق صوتها ليقضوا امسية طربية بأمتياز على صوت وطرب الفنانة نهوند المترافق مع غيتارات فرقة غارسيا لوركا الاسبانية.
يومها غنّت نهوند هواجسها والفلامنكو رفيقها.
على مدار نصف قرن، تركت لنا الكثير من الأغنيات الطربية أشهرها: "اين يا ليل" للأخطل الصغير.
لم تشعر يوما بقساوة الزمن، ولا حاجة لبكاء وحدتها.
تمضي نهوند (81 عاما) وكان آخر مشوار العمر في دار العجزة !
في لبنان
، رحلت الفنانة اللبنانية نهوند فجر أمس 28/11/2014 وبعد رحيل المطرية اللبنانية ورفيقتها في الزمن الجميل المطربة صباح بيوم واحد فقط
وقد نعت نقابة الفنانين اللبنانين المحترفين الراحلة نهوند .