صفحتنا على الفيس بوك

كتاب المقالات

محطات من الذاكرة

التصويت

ما رايك بنشاطات مركز الوتر السابع؟
 جيدة
 مقبولة
 تحتاج الى تطوير
النتيجة

الساعة الآن

لقاء مع فنان

لقاءات فنية

خريطة زوار الموقع

اللقاءات مع الفنانين

لقاءات فنية

عباس جميل

سيرة حياة الفنان عباس جميل
عميد الاغنية البغدادية



كتابة: الباحثة الموسيقيه فاطمة الظاهر


صاحب صوت جميل ، وموهبة وابداع في مجال الموسيقى والتلحين حلو المجلس يشيع الفرح والسعاده في قلوب جلاسه ، جميل الحديث سريع البديهية لطيف النكتة ، يقلب الهم الى فكاهة ، ذاكرة خصبه تحتفظ بشريط الاحداث التي عاشها ، راضي بكل شئ ، يحب الحياة ويعرف كيف يعيشها بحلوها ومرها ، رقيقاً يحب الجميع وخاصة اصدقائه الفنانين ، كان مركز إشعاع لكل من حوله ، اعطى عطاءاً ثراً منذ بدايته حتى رحيله للاغنية العراقية الرصينة النابعة من اصالة تراث العراق ونخيله ودجلة والفرات وتغنت بها الاجيال وحفظها ورددها الجميع.
ذلك هو الملحن والمطرب العراقي الكبير عباس جميل الذي له أهمية استثنائية في تاريخ الأغنية العراقية ويعتبر من رواد الاغنية العراقيه الشعبيه التي بدأت في سنوات الخمسينيات من القرن العشرين مع مجموعة من الفنانين الكبار امثال احمد الخليل وجميل سليم ورضا علي ويحيى حمدي وداود العاني  ، يمتلك تاريخاً فنياً حافلاً بالألحان الخالدة على امتداد أكثر من نصف قرن قدم فيها أجمل ما يمكن إلى الذائقة العراقية، أتسمت ألحانه بطابعها المحلي البغدادي الاصيل.
ولد الفنان عباس جميل في محلة سراج الدين بمنطقة باب الشيخ وسط بغداد عام 1921، تأثر بالمقام العراقي وبرواد الموسيقى العربية ، اكمل دراسته الاكاديمية للموسيقى في معهد الفنون الجميلة.
أول من فتح له الطريق في مشروعه الفني ومنذ البداية رئيس الوزراء نوري السعيد عندما توسم فيه الموهبه الموسيقيه فقرر بنقل خدماته من الكلية العسكرية التي كان مدرباً عسكرياً فيها إلى موسيقى الجيش، لكن الموسيقار البريطاني الميجور ( سي نيل) وهو الخبير الموسيقي والعسكري والذي تولى مسؤولية تدريب جوق الموسيقى العسكرية (المقر العام في بغداد) آنذاك ، اعتذر عن قبول عباس جميل في ضمه إلى الفرقة برغم موهبته لأنه وجد فتحة بين أسنانه الأمامية ، لكن الباشا (نوري سعيد) لم يخيب ظن المبدع العراقي الكبير فاقترح عليه التقاعد برتبة أعلى حتى يتفرغ لفنه الراقي لان الجيش يتطلب القسوة والخشونة أما أوتار عوده فأنها تحرك شرايين القلب وتسحر الناس ،  فرح الفنان عباس جميل من كل قلبه بقرار الباشا نوري سعيد والذي كان عازفاً هو الآخر رغم دهائه السياسي ، فهذا القرار سوف يغير مجرى حياته والى الابد لأنه سوف يتفرغ لإبداعه وموهبته الموسيقيه ، وحينها بدأت أوتار الجميل تصنع الألحان لزهور حسين ووحيدة خليل وغادة سالم ولميعة توفيق ولعدد من المطربين والمطربات الآخرين العراقيين منهم والعرب (1).
الراحل عباس جميل هو احد الرواد الذي تحملوا أعباء مرحلة الأربعينيات وما تلاها واخذوا على عاتقهم مهمة تحريك الواقع الغنائي باتجاه الحصول على نتائج مؤثرة في الخطوط العامة للأغنية العراقية ، كانت ألحانه تمتاز بطابع القرية والمدينة ، فقد عمل عباس جميل على تمدين الغناء الريفي من خلال مزاوجة الغناء الريفي بغناء المدينه ، كان المغنون الريفيون متواجدين في بغداد وتبث اغنياتهم من خلال الاذاعة والتلفزيون ، تلمس الفنان عباس جميل تلك الامكانيات الصوتيه الكبيرة التي يمتلكها هؤلاء المغنيين الريفيين فعمل على مزاوجة ما كان يغنوه من الغناء الريفي مع الغناء المديني وعلى فطرتهم الخالصه ، فوضع الحان مدينية لتغن بأصوات ريفية مهذبة ومشذبه ولم يبقيها على فطرتها ، فأظهرت نوعاً جديداً من الوان الغناء البغدادي الجميل والذي حاز على أعجاب المستمعين والمتذوقين للموسيقى والغناء من المجتمع البغدادي.
بدأت دراسته الموسيقية العلمية على يد الموسيقار "روحي الخماش" وعلى مدى سنتين ، تعلم فيها اصول كتابة النوتة الموسيقية واصول العزف على الة العود ، ثم تتلمذ على يد ابرز مدرسي المقامات العراقية في بغداد هما الاستاذان حسن خيوكة وعبد الهادي البياتي.
ثم دخل معهد الفنون الجميلة للسنة الدراسية «1950- 1951»  فدرس على يد الأستاذ سلمان شكر ، وعلى يد الأستاذ المرحوم منير بشير،.وتخرج بدرجة شرف ، عين بعدها معلما للنشيد في احدى المدارس الابتدائية ، في هذه المرحلة بدأ التلحين، وبعد نجاح التجربة الأولى التي لحن فيها للمطربة زهور حسين
«اخاف احجي وعلي الناس يكولون»



 كان عباس جميل لا يلحن الا الاغنيات التي تتوفر فيها شروط النغمة العراقية الاصيلة
تعرف عباس جميل على زهور حسين عام 1952 في دار الاذاعة وكانت في بدايات تفتح قريحتة اللحنية ،  فشكل معها ثنائياً متميزاً ، غنت له العديد من ألحانه أغنيات ظلت عالقة في الذاكرة .
في عام/1965 نهض الفنان الجميل الرائع نهضة جديداً اخرى باعذب وأجمل الالحان العراقية الأصيلة فلحن لمطربين عرب كبار امثال ( سميرة توفيق وسلامة من لبنان ونهاوند ونزهت يونس من سوريا ، ليلى عبد العزيزوعباس البدري من الكويت وليلى حلمي من مصر) ، ومطربات عراقيات أمثال ( أنصاف منير ، نرجس شوقي ، لميعة توفيق ، عزيمة توفيق ، وحيدة خليل ، عفيفة اسكندر ، مائدة نزهت واحلام وهبي)  ومن المطربين العراقيين فقد لحن لكل من ( داخل حسن وحضيري ابو عزيز)  ولحن العديد من الاغاني التراثية والشعبية العاطفية والوطنية.
بلغ رصيده أكثر من (400) اغنية (بغدادية وريفية)، كانت لزهور حسين أكثر من (60) اغنية.
شارك في فيلم ( الدكتور حسن - عام 1954) وغنى فية أغنية (شباب الريف) كلمات حماده الخزعلي ومن الحانه.
استمع اليه وهو يغني في فلم ( الدكتور حسن)



اشتهرت له أغنية غنتها الاجيال لسنوات طويله وخاصة في مناسبة زيارة (مدينة المدائن _ سلمان باك) وهي أغنية ( الما يزورك سلمان عمره خسارة) وهي من لون المربع وكانت بالاصل لداود عزرا وكلماتها : ( المايزور العزير عمره خسارة )  والعزير من أنيباء اليهود وضريحة يقع في بلدة العزير قرب العمارة في جنوب العراق ، أخذها الفنان عباس جميل وغير كلماتها لتتناسب مع زيارة قبر الصاحبي سلمان الفارسي فاشتهر بها ، وبقيت حية حتى يومنا هذا.
استمع الى أغنية ( الما يزورك سلمان عمرة خسارة بصوت الفنان عباس جميل)



نال عباس جميل اوسمة كثيرة منها لقب (موسيقار) منحته أياه الجامعة العربية في احتفال اقيم له بهذا الخصوص في القاهرة عام 1995 وقبل رحيله كرم من قبل اتحاد ديوان الشرق بوسام الابداع الثقافي.
توفي عام 2006 وهو في الخامسة والثمانين من عمرة بعد أن قدم أعمالاً فنية خالدة.
-----------------------------------------------------------
(1) كمال لطيف سالم - مقال في جريدة المدى بتاريخ 4/7/2012
_______________________________________


في لقاء مع الفنان عباس جميل في مجلة الاذاعة والتلفزيون 1977 يتحدث فيه الفنان عن حياته ومسيرتة الفنية أقتبسناه لكم كاملاً لاهميته
البداية والمدرسة الاولى
يروي الفنان عباس جميل
قبلت في السادسة عشرة من عمري طالبا في مدرسة ضباط الصف المهنيين بعد النجاح من المرحلة الابتدائية في الكلية العسكرية حيث تخصصت مدربا على الاسلحة والرياضة العنيفة..وكان الفن وقتها يسري في دمي ، وقد قضيت في الكلية العسكرية اجمل سني عمري من عامي 1941-1956 وأني لاعتز كل الاعتزاز بتلك الفترة من حياتي وافخر بها كل الفخر..لانني دربت العديد من الدورات التي خرجت ضباطا ممتازين..وقد كان الجيش مدرسة ضخمة بالنسبة لي وبالنسبة للكثير ممن عرفتهم، لانها تخلق رجال اشداء، لايهابون الموت، يحملون نفوس ابية شامخة، وقلوبا رحيمة رؤوفه، وثقافة اجتماعية وعلمية، سواء من خلال الدروس او الالتقاء بالتلاميذ الذين قد تختلف ميلوهم وهواياتهم بالنسبة للعلم والثقافة والادب والشعر، ولكنهم يلتقون في نقطة اساسية مهمة هي "حب الوطن" ومن طريف ما اذكره في هذه العجالة، انني عوقبت بخمسة ايام قطع راتب..لانني كنت اعزف ذات مرة، وفي وقت الاستراحة على الة العود فسمع آمر الكلية صوت العود.. وعاقبني وكانت رتبتي في ذلك الوقت رئيس عرفاء سرية.
روح الشهيد
ويسترسل الفنان عباس جميل في حديثه عن بداياته الفنية قائلا
في عام 1948 كانت بداياتي مع الفن حيث توجه الجيش العراقي الى فلسطين للقتال ، وقد شكلت وقتها فرقة للترفيه عن الجيش وباشراف ضباط كان من بينهم الضابط المتقاعد "منير الذويب" الذي عمل محاميا فيما بعد، حيث كتب لي اول اغنية وطنية تذاع عن الجندي، وبعنوان "روح الشهيد" والتي مطلعها:
"انا لم ازل حيا اشارككم فما هذي الدموع
وعلام هذا الحزن قد ضمت سادرة الضلوع
لم السواد؟! لم البخور، لم الدموع لم الشموع
انا مثلكم لاينثني عزمي فيطويني الخنوع"
ولقد تعاطفت الجماهير المتأججة المشاعر وقتها مع الاغنية، وكانت تغني في سوح المعارك في فلسطين ، ومن هنا وجدت اشياء كثيرة يجب علي تحقيقها وكان في مقدمة هذه الاشياء واقربها الى روحي "الفن الموسيقي" والذي هو برأيي يلعب دورا كبيرا في تأجيج الروح الوطنية لابناء الشعب وتأجيج حماسة الجندي في ساحات القتال.
فبدأت ادرس الموسيقى دراسة علمية على يد الاستاذ "روحي الخماش" وعلى مدى سنتين ، تعلمت فيها اصول كتابة النوتة الموسيقية واصول العزف على الة العود
ثم تتلمذت بعد ذلك على ابرز مدرسي المقامات العراقية في بغداد هما الاستاذان حسن خيوكة وعبد الهادي البياتي
مرحلة التلحين
يقول الفنان عباس جميل بهذا الصدد :
" اتجهت الى مرحلة التلحين للاغنية العراقية التي كانت "تلوب " وقتها تحت الردح الموسيقي القديم، "اي الايقاع الثقيل" فلحنت اول اغنية "كتجربة" للفنانة الراحلة زهور حسين وكان مطلعها 
اخاف احجي وعلي الناس يكلون 
فانتشرت هذه الاغنية انتشارا واسعا، وحققت نجاحا شعبيا، وذلك لخفة ايقاعها ، وسرعة فهم الكلام المصحوب مع الموسيقى العراقية الاصيلة ، ومع ذلك، فقد وجدت في نفسي حاجة الى نهل الكثير من مناهل الفن في مجال الموسيقى وان اكون ملما بشؤون الموسيقى على وجه العموم.
فدخلت معهد الفنون الجميلة للسنة الدراسية "1950- 1951" فدرست على يد الاستاذ سلمان شكر سنة واحدة، وعلى يد الاستاذ منير بشير، لان الدراسة كانت وقتها في المعهد سبع سنوات..فتخرجت بدرجة شرف..وعينت معلما للنشيد في احدى المدارس الابتدائية ، في هذه المرحلة بدأت التلحين، بعد نجاح التجربة الاولى وكنت الحن الاغنيات التي تتوفر فيها شروط النغمة العراقية الاصيلة".
ثم يضيف : "لقد اهتتمت وانا الحن هذه الاغاني الخروج بالاغنية العراقية بالصيغة الفنية الصحيحة لها، واول صوت اعتمدت عليه في ذلك هو صوت المطربة الراحلة "زهور حسين" فلحنت لها
 اني اللي اريد احجي
غريبة من بعد عينج يايمه
جيت يا اهل الهوى
يم عيون حراكة
اما وحيدة خليل فان صوتها يمثل الاغنية الريفية الصحيحة ، فلحنت لها
 اغنية "على بالي ابد ما جان فركاك"
وكانت هذه اول اغنية لحنتها للمطربة الريفيه وحيده خليل وبداية التعاون معها.
وكذلك اغنية
«جاوين اهلنه»

وأغنية "عين بعين على الشاطئ تلاكينه"
وعليمن يا قلب تعتب عليمن
أما صوت سليمة مراد فأنه يمثل اللهجة البغدادية الاصيلة
فلحنت لها أغنية " يايمه ثاري هواي"
وتمثلت اغاني "عفيفة" بالظل الغنائي الخفيف، وكان له وقع في قلوب الناس ، فقد لحنت لها أغنية لا تمشي ورا اللي يضحكك وأغنية على عنادك  لحبهم وأحرك أفادك 

وكانت اول تجربة لي في مجال تلحين الأغنية الريفية، هي أغنية لداخل حسن عنوانها
«يا طبيب صواب دلالي كلف »



يا طبيب صواب دلالي كلف, لا تلجمه بحطة السماعة.
بعد دقات القلب ما تنعرف ، تنقطع ما بين ساعة و ساعة
يا طبيب صواب دلالي كلف ، يا طبيب دواي ما أظن ينعرف
يا طبيب جرح لبكلبي بألف ، جرح زاد على الجروح اوجاعه
ياطبيب بسهم محبوبي انصبت والسهم جتال منه تعذبت
آه واويلاه من جرحي صحت صكط كلبي ولا تهزله ضلاعه.
يا طبيب شلون علة علتي يا طبيبي دوم تهل دمعتي
علمت دوح الحمام لونتي اخذ طبعي وصار نوح طباعة
ثم يعرج الفنان عباس جميل في حديثه عن المطربة مائدة نزهت فيقول: " في بداية عام 1954 شدني صوت المطربة مائدة فلحنت لها اول اغانيها للسينما في فلم "الدكتور حسن" حيث حققت نجاحا كبيرا وبشكل سريع للغاية، وكانت الاغنية
 “جاني من حسن مكتوب وياها الفرح مصحوب".



وقتها لم تكن مائدة قد قدمت اغاني من الاذاعة فسبقني في استخدام صوتها للاذاعة احمد الخليل، حيث لحن لها اغنية "اصيحن اه والتوبة" لكنني سرعان ما لحنت لها اغنية تختلف في طريقتها عن الطريقة التي لحن فيها "احمد الخليل" فكانت اغنية "ياكاتم الاسرار" وقد وضع كلماتها علي جلال وقد لحنت الاغنية من مقام مشتق من مقام السيكاه وكان جديدا على صوتها ، فأدته بشكل رائع

 

ثم لحنت لها فيما بعد
العيون ....وحلم اخضر.. وكذلك اغنية يا عراقي..


احترام الفنان وفنة 
يحدثنا الفنان عباس جميل عن ايامه الاولى عن فترة الخمسينيات وكيف كان الناس ينظرون للفنان فيقول :"  كان الفن يحترمه الفنانون فقط، فكنا لانجد من يقول هذا الفنان "فلان" او المطرب "فلان" او الملحن" فلان" حتى كلمة "التلحين" لم تكن كلمة متعارف عليها ، فعندما كانت الاغنية تذاع حية لايذكر المذيع اسم الملحن "اللهم" الا اذا كان صاحبه أو....ان يضغط عليه الملحن "بالقوة". ، ليس هذا فقط ... عندما كان الملحن يقدم لحنه للاذاعة ، يسأل عن اسم المطربة التي ستغني اللحن تاركين كل الامور الاخرى التي تضمن نجاح الاغنية للمكانة التي تتمتع بها المطربة، حينها كانت المطربة كل شيء في المسألة اما الملحن فلم يكن يتمكن حتى من اخذ الجزء القليل من حقه كحق ادبي على الاقل".


مرحلة التحول
وبعد عام 1958 والحديث للفنان عباس جميل، بدأ التحول الغنائي والموسيقي من الاغنية العاطفية الى الاغنية الوطنية التي كان الملحن العراقي لايمتلك تجربة فيها..
لقد قلت لشاعر غنائي: ماذا تقول ونحن في صبيحة الثورة .
قال: ماذا اقول!! قلت وبعد ان اذهلني جوابه:
"صوت الشعب يا جيشنا يناديك ذخر للعرب الله يخليك".
فقدمت الاغنية ، ثم كتب لي الشاعر علي جلال اغنية "فتحنا باب الحرية"واستمررت في تلحين الاغاني الوطنية الا انني فوجئت في 6 كانون الاول عام 1958 برفض اغنية "صوت الشعب" وحوسبت عليها ، فتوقفت عن تلحين مثل تلك الاغاني في ظرف كان يستحق ان اتوقف فيه .
فاخذت افكر في عطاء جديد تتحكم فيه الانغام المتعددة والتوزيع الهارموني، فتطرقت الى الاغنية الموزعة وكانت في مقدمة هذه الاغاني اغنية "جا وين اهلنه" التي وزعها الدكتور الجيكي " كوبتسا" ووجدت في هذا التوزيع الجديد، وهذا الخط الجديد ذو تأثير لدى جمهور المستمعين..فسرت على هذا الاتجاه وكنت احث اخواني الملحنين للسير في هذا الخط الموسيقي لرفع مستوى التذوق الموسيقى الى درجة احسن ..ومن بعدها قمت بسفرات الى كل من مصر والجزائر وتونس والبحرين والكويت وشمال افريقيا وكذلك جيكوسلوفاكيا والمانيا ولندن وقدمت العشرات من الاعمال لاذاعاتهم.
كما زرت بلدان الخليج العربي ووضعت اكثر من 80 اغنية باصوات المطربات العراقيات وكانت في مقدمتهن زهور حسين ولميعة توفيق..وغادة سالم، هناء، انوار عبد الوهاب، مائدة نزهت، وعفيفة اسكندر.
اما بالنسبة للاعمال التي قمت بها فنيا فقد كلفني الاستاذ منير بشير بتقديم محاضرات عن خصائص الموسيقى العراقية والحفاظ على التراث العراقي وقد القيت هذه المحاضرات في نادي جمعية الموسيقيين العراقيين وتوصلنا الى نتائج جيدة منها ضبط الاسماء العراقية في الموسيقى، وتقريب المصطلحات الى المستمع العراقي والعربي.
وفي اذاعة بغداد قمت بتقديم ثلاثين حلقة بعنوان "حياة فنان" وهي عبارة عن دراسة لاشهر المغنين والموسيقيين العراقيين امثال الاستاذ محمد القبانجي وعبد الامير الطويرجاوي، وحسن داود، وحسن خيوكة..وهناك اعمال كثيرة اخرى .


مفارقات:
في حياة كل انسان مفارقات لاتعد ولاتحصى، فعسى ان يكون لنا في هذا اللقاء حصة منها، وقبل ان تحدثنا عن بعضها، هل تحدثنا عن سر تلحينك "للمطربات" دون المطربين؟!
فيضحك ابو طارق ويقول: بصراحة كان اغلب المطربين يلحنون لانفسهم...احمد الخليل يلحن لنفسه..ويحيى حمدي ومحمد عبد المحسن ومحمد كريم يلحنون لانفسهم ايضا...وهذا ما جعلني الحن للمطربات ، وقد عانى الجميع بعد افتتاح محطة التلفزيون فان ادارة المحطة كانت تفضل الجنس الناعم على الجنس الخشن، وهكذا كانت الحاني تذاع من التلفزيون عدة مرات كل يوم من خلال اغاني بعض المطربات بينما "الجماعة" تذاع اغانيهم من الاذاعة!
واذا كنت تريد بعض المفارقات فأقول:
ذات مرة كنت في احد البلدان العربية وقد طلب مني ان اسجل اغنية في صباح اليوم التالي فوافقت وفي الليلة نفسها عثرت ووقعت فانكسر السن الامامي في فكي، فراجعت طبيبا لكي يضع سنا اصطناعيا لي، لانه لايجوز ان أظهر على شاشة التلفزيون وسني مكسور..وبعد ان ركب الطبيب السن الاصطناعي ، اخذ اجراً قدره خمسون دينارا عراقيا وذهبت الى استوديو التلفزيون وسجلت الاغنية في الموعد المحدد...وبعد ان خرجت سلموني اجور تسجيل الاغنية وكان قدره خمسون ديناراعراقيا!!
وذات مرة دعيت لاحياء حفلة عيد ميلاد..وعندما حضرت الحفل..كان المكان يغط بجمهور غفير، والبذخ على أوجه..قدمنا بعض الاغاني وخلال فترة الاستراحة..سألت عيد ميلاد من هذا العيد الذي ازدحمت العوائل فيه هذا الازدحام؟؟ وبلغ البذخ فيه ما لم اره من قبل في اعياد مماثلة..فسألت احدهم اين المحروس الذي تحتفلون بعيد ميلاده؟ وهنا رمقني الرجل بنظرة غريبة وقال : " الم تر صورته على علب واغلفة الجكليت" ؟! قلت : " لا والله لم انتبه" ، فذهب الرجل وجاءني بجكليته فرأ يت على الغلاف "صورة كلب " فدهشت وقلت له : هذه صورة كلب ؟! قال : نعم فاليوم هي ذكرى عيد ميلاده الثالث ولقد احتفلت به السيدة صاحبته لانها تحبه كثيراً! ومن يومها لم احضر حفل عيد ميلاد احد، من الذين لا اعرفهم خوفا ان يطلع مثل ما طلع .
واذكر ايضا انني بعد ان لحنت اغنية "غريبة من بعد عينج يايمه عام 1956" لزهور حسين ، تقرر تقديمها من الاذاعة وعلى الهواء وكنت اقود الفرقة الموسيقية، لم تكن زهور قد حفظت الاغنية جيدا..فسجلتها على الورقة وامسكت الورقة بيدها ،وعندما بدأت الغناء كانت تبكي لكلمات الاغنية المؤثرة، حتى وصلت الى المقطع الثاني، فارادت ان تجفف دموعها فطارت الورقة الى تحت الكرسي الذي يجلس عليه عازف القانون ، فذهبت بسرعة وسحبت الكرسي بعد ان نهض عازف القانون من عليه..واخذت الورقة واعطيتها لزهور..بكل هدوء ، وتصور عازف القانون انني أعدت الكرسي الى مكانه فعندما اراد الجلوس هوى على الارض وصرخ : "اويلي انكسر ظهري"، وانكسر القانون ، فسمع الناس صوته من الراديو مباشرة حتى ان بعضهم اتصل هاتفيا وهو يقول : "هاي شنو حفلة غنائية لو عركة".
رحل الفنان عباس جميل في 1/4/2006 ، فودعت بغداد عميد الأغنية البغدادية الفنان الكبير عباس جميل في موكب شارك فيه عدد كبير من الفنانين العراقين ، ولكنة سيبقى حاضراً ومشرقاً في الذاكرة العراقية بعد أن أجاد في الساحة الموسيقية ، إذ انه احسن الالمام بثقافة موسيقية عالية المستوى تميزت بعمله وخبرته وسعة مداركه وسلامة ذوقه وحسن أدائه.
 استمع الى هذه اغنية  يا نار القلب زيدي - بصوت الفنان الكبير عباس جميل


 

ابحث في موقعنا

شاهد قناة الوتر السابع

أحصائيات

عدد الزوار حاليا : 3
عدد زوار اليوم : 79
عدد زوار أمس : 593
عدد الزوار الكلي : 1088609

من معرض الصور

فيديوات الوتر السابع